آسياأخبار العالمالشرق الأوسط

إيران تتمسك بخيار التصعيد وتغلق أبواب التفاوض بعد وقف إطلاق النار مع إسرائيل

رفضت إيران استئناف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة عقب انتهاء القتال الذي استمر 12 يوماً مع إسرائيل، مؤكدة أن الظروف الحالية لا تتيح العودة إلى طاولة التفاوض، ومتهمة واشنطن بتضخيم تأثير ضرباتها العسكرية على منشآتها النووية. وفي وقت أعربت فيه واشنطن عن أملها بالتوصل إلى «سلام شامل»، لوّحت ألمانيا باستخدام «ورقة رابحة جداً» في أي مفاوضات محتملة.

وأعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في تصريحات للتلفزيون الرسمي، أن الحديث عن استئناف المحادثات غير واقعي حالياً، قائلاً: «لا توجد خطة للعودة إلى التفاوض، ولا نية لاستقبال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي في الوقت الراهن». وربط عراقجي الموقف الإيراني بالقانون الذي أقره البرلمان لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قائلاً إن الزيارات والمفتشين يخضعون الآن لمراجعة قانونية دقيقة.

جاء هذا الموقف بعد أن أكد المرشد الأعلى علي خامنئي أن الضربات الأميركية لم تحقق أي نتائج استراتيجية، متهماً الرئيس الأميركي دونالد ترمب بـ«المبالغة» في توصيف آثارها. وفي أول ظهور له منذ وقف إطلاق النار، وصف خامنئي ما جرى بأنه «انتصار كبير» لإيران وتعهد بمواصلة مقاومة واشنطن، مؤكداً أن «الضربات على المواقع النووية لم تكن مؤثرة بشكل كبير».

لكن وزير الخارجية عباس عراقجي أقرّ بأن المنشآت النووية تعرّضت لأضرار «كبيرة»، مشيراً إلى أن التقييم الكامل لا يزال جارياً، لا سيما في ما يتعلق بموقع «فوردو» الذي تعرض لقصف أميركي مباشر. وأكد عراقجي أن إيران تراجع سياستها النووية بناءً على حجم الأضرار، وأن مسألة التفتيش باتت مرتبطة بمقتضيات الأمن القومي.

وفي مقابل هذا التشدد الإيراني، تحدث الرئيس ترمب عن إمكانية عقد محادثات في الأسبوع المقبل، مشيراً إلى أن الطرفين «منهكان» وأن التوصل إلى اتفاق ليس مستبعداً. واعتبر مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف أن هناك فرصة لسلام شامل، رغم أن طهران لا تزال ترفض المبادرة.

من جهته، أكد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديبول أن الأوروبيين يمتلكون أوراق ضغط فعالة، في إشارة إلى آلية «سناب باك» التي تتيح إعادة فرض العقوبات على إيران بموجب اتفاق 2015. وأكد أن الموقف الأوروبي موحد، وأن القنوات مفتوحة مع طهران، مشدداً على أن «الحل التفاوضي يبقى الخيار الوحيد» رغم تعقيدات الوضع الراهن.

وفي ظل هذه الأجواء، تشيّع طهران السبت جثامين 60 قتيلاً من بينهم قادة عسكريون وعلماء نوويون، في وقت تستمر فيه قيود الطيران في غرب وشمال غربي البلاد، وسط توتر أمني وعسكري غير مسبوق منذ سنوات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق