أخبار العالمالشرق الأوسطبحوث ودراسات

إيران تتحدى وتعلن عن أول تجربة ناجحة لصاروخ باليستي عابر للقارات

في توقيت حساس يتزامن مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلنت إيران عن تجربة ناجحة لصاروخ باليستي عابر للقارات، ما أثار موجة من الجدل الإقليمي والدولي.

وهذا الإعلان يمثل تصعيدًا تقنيًا واستراتيجيًا في برنامج الصواريخ الإيراني. ويعيد فتح ملف الردع النووي والقيود المفروضة على طهران وسط تصاعد التوترات مع الغرب.

 تفاصيل التجربة: إطلاق ليلي ورسائل متعددة

في 20 سبتمبر 2025، أعلن النائب الإيراني محسن زنغنه عبر هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية (IRIB) عن نجاح تجربة “أمنية” لصاروخ يعدّ من أكثر الأنظمة تطورًا في البلاد.

وتزامن الإعلان مع تداول مقاطع فيديو تظهر أجسامًا مضيئة ومسارات دخانية في سماء طهران وسمنان، ما عزز التكهنات حول إطلاق صاروخي واسع النطاق.

موقع الإطلاق: منطقة سمنان، شرق طهران

المؤشرات البصرية: أقواس ضوئية، هدير، نشاط مضاد للطائرات

رد الحرس الثوري: تحذير من رد “قاتل ومفيد” على أي خطأ في التقدير

 غموض حول نوع الصاروخ: سجيل أم خرمشهر-5؟

رغم غياب تأكيد رسمي، رجّح محللون أن التجربة قد تكون مرتبطة بصاروخ سجيل العامل بالوقود الصلب، أو بنموذج جديد من عائلة خرمشهر مثل خرمشهر-5، الذي يقال إنه قادر على الوصول إلى مدى 12,000 كيلومتر بسرعة 16 ماخ.

خرمشهر-4 (خيبر): مدى 2000 كم، رأس حربي 1500 كغ

خرمشهر-5 (غير مؤكد): مدى عابر للقارات، حمولة 2 طن

محرك سلمان: دفع صلب مع نظام التحكم في ناقل الدفع

هذه المواصفات، إن ثبتت، تشير إلى قدرة إيران على تطوير صواريخ بعيدة المدى تتجاوز نطاق الردع الإقليمي.

 برنامج الصواريخ الإيراني: تطور تاريخي واستراتيجي

بدأ البرنامج خلال الحرب الإيرانية العراقية، وتوسع ليشمل:

صواريخ قصيرة المدى: فاتح

صواريخ متوسطة المدى: شهاب، غدر

صواريخ بعيدة المدى: سجيل، خرمشهر

منشآت تحت الأرض: “مدن صاروخية” لحماية منصات الإطلاق

تعد هذه المنظومة جزءًا من استراتيجية الردع الإيرانية، التي تعتمد على الضربات الدقيقة والقدرة على الصمود في وجه الهجمات.

 العلاقة مع برنامج الفضاء الإيراني

أشارت تقارير استخباراتية أمريكية إلى أن مركبات الإطلاق الفضائية مثل سيمرغ قد تستخدم كمنصات اختبار لتطوير الصواريخ العابرة للقارات. ورغم أن إيران تصر على الطابع السلمي للبرنامج، إلا أن الغرب يعتبره ذا استخدام مزدوج.

تقرير وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية: “لا يوجد دليل مؤكد على امتلاك إيران لصاروخ عابر للقارات متطور بالكامل لكن التقدم في تقنيات الدفع والوقود الصلب يثير القلق”

ردود دولية وتحذيرات من سباق تسلح

أعربت الحكومات الغربية، وعلى رأسها إسرائيل، عن قلقها من تجاوز إيران لمدى 300 ميل المحدد. في نظام مراقبة تكنولوجيا الصواريخ (MTCR). كما دعت إلى إدراج قيود صاروخية في أي اتفاقيات مستقبلية.

القلق الأوروبي: إمكانية وصول الصواريخ إلى وسط أوروبا

رد إيران: رفض القيود، ودعوات داخلية لمراجعة عقيدة الدفاع

رسالة برلمانية: 70 نائبًا يطالبون بمراجعة سياسة الأسلحة النووية

 البعد الرمزي والدعائي

ربط الحرس الثوري الإيراني التجربة الأخيرة بروايات ثقافية مثل آرش الرامي، لتأطير مدى الصواريخ كجزء من الهوية الوطنية. كما استُخدمت التجربة لتأكيد الصمود في وجه الهجمات الإسرائيلية رغم تقارير عن ارتفاع معدلات الاعتراض.

تمثل تجربة إيران لصاروخ باليستي عابر للقارات، سواء كانت فعلية أو رمزية، نقطة تحول في خطاب الردع الإقليمي. وبينما تواصل طهران تطوير تقنياتها في مجال الدفع والوقود الصلب، يبقى الغموض حول القدرات الفعلية جزءًا من استراتيجيتها.

ومع تصاعد الدعوات الداخلية لتبني “الغموض النووي”، تدخل المنطقة مرحلة جديدة من التحديات الأمنية، حيث تتقاطع التكنولوجيا مع السياسة، والردع مع الهوية الوطنية.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق