إيران: الاتفاقية الاستراتيجية مع روسيا لن تتضمن الدفاع المشترك
قسم الأخبار الدولية 16/01/2025
أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن الاتفاقية الاستراتيجية الشاملة المزمع توقيعها مع روسيا لن تشمل بنداً للدفاع المشترك، مشيرةً إلى أن التعاون الثنائي سيركز على المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية. جاء ذلك وسط تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، مما يثير تساؤلات حول طبيعة هذه الاتفاقية وأهدافها الاستراتيجية.
تفاصيل الاتفاقية ومجالات التعاون
تأتي الاتفاقية، التي تمتد لعشرين عاماً، كجزء من جهود البلدين لتعزيز شراكتهما في ظل العقوبات الغربية المفروضة عليهما. وستركز الاتفاقية على توسيع التعاون في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والزراعة، بالإضافة إلى تعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين الطرفين. كما تهدف إلى تعزيز الحوار السياسي والدبلوماسي على المستويين الإقليمي والدولي.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن عدم تضمين بند الدفاع المشترك يعكس رغبة البلدين في تجنب إثارة مخاوف دولية أو إقليمية. وأكد أن الاتفاقية تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية دون الانخراط في التزامات عسكرية قد تُفسر على أنها تهديد للاستقرار الإقليمي.
خلفية العلاقات الإيرانية الروسية
شهدت العلاقات الإيرانية الروسية تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، خاصة في مجالات التعاون الاقتصادي والعسكري. ومع ذلك، تظل هذه العلاقات محكومة باعتبارات معقدة تشمل مصالح متقاطعة وأحياناً متعارضة في ملفات مثل سوريا والطاقة والنفوذ في آسيا الوسطى.
كما أثارت الاتفاقية المرتقبة ردود أفعال متباينة على الساحة الدولية. في حين أبدت بعض الدول الغربية قلقها من تعزيز العلاقات بين موسكو وطهران، اعتبر مراقبون إقليميون أن الاتفاقية تمثل خطوة طبيعية في ظل الضغوط المشتركة التي يواجهها الطرفان.
تعكس هذه الاتفاقية رغبة إيران وروسيا في تعزيز شراكتهما لمواجهة التحديات المشتركة وتحقيق منافع اقتصادية وسياسية متبادلة. ومع ذلك، تبقى قدرة الطرفين على تنفيذ الاتفاقية بشكل فعّال مرهونة بمدى استقرارهما الداخلي وقدرتهما على التكيف مع التطورات الدولية.
تمثل الاتفاقية الجديدة مرحلة جديدة في العلاقات الإيرانية الروسية، لكنها أيضاً تسلط الضوء على توازنات القوى في المنطقة ودور البلدين في تشكيل ملامح النظام العالمي الجديد.