صحفية أمريكية توثق شهادات عن جرائم مرتزقة أردوغان في ليبيا
لندن-المملكة المتحدة-01 مايو 2020
أكدت الصحفية الأمريكية المختصة في شؤون الشرق الأوسط، ليندسي سنيل، أن القوات التركية بدأت في نقل المئات مما يسمى”الجيش الوطني السوري” إلى ليبيا كل أسبوع،مشيرة إلى أن التقديرات تتراوح بين 5000 إلى 17000، كما أن الرحلات الجوية التي تحمل سوريين لاتزال مستمرة إلى ليبيا، بالرغم من الحظر الأممي ومن جائحة فيروس كورونا. و
نقلت سنيل، في تحقيق لها نشره موقع (ذي إنفستغيتف جورنال) الإستقصائي الذي يتخذ من لندن مقرًا له، عن المدعو زين أحمد (اسم مستعار) وهو أحد عناصر”الجيش الوطني السوري” سيء السمعة،المدعوم من تركيا في عفرين قائلًا: “لقد عدت لتوي من ليبيا بالأم، برغم أنني كنت أحاول المغادرة منذ أكثر من شهر”.
وتابع التحقيق، موضحًا أن زين أحمد عضو في فصيل أحرار الشرقية، المتهم بارتكاب جرائم حرب واسعة النطاق في مدينة عفرين السورية ، بما في ذلك النهب والقتل والخطف والإغتصاب المتسلسل.
وقالت الصحفية:إنه عند سؤاله (زين أحمد) عما إذا كان يؤمن بمهمة تركيا في عفرين، ضحك، وقال: “كنت مرتزقا عندما ذهبت إلى عفرين، وكنت كذلك مرتزقا عندما ذهبت إلى ليبيا. لا يوجد جهاد.. منذ سقوط حلب، كانت المسألة مجرد أموال بالنسبة لنا”.
وعلقت سنيل، على تصريح المرتزق السوري الصادم، قائلة: “انتشرت فظائع فصيل أحرار الشرقية إلى ما بعد عفرين عندما أطلقت تركيا، في أكتوبر 2019 ، عملية “ربيع السلام” في شمال سوريا وشرقها، حيث أوقف مسلحو الفصيل المشار إليه سيارة الناشطة الكردية السورية زعيمة حزب المستقبل السوري، هيفرين خلف،عند نقطة تفتيش قاموا ببنائها على طول الطريق السريع M4 في سوريا، وأخرج المسلحون هيفرين من سيارتها، وضربوها بشدة، وسحبوها من شعرها، وأطلقوا عليها النار خمس مرات، كما قاموا بنشر فيديو للهجوم على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
اعتراف بالنهب والسرقة في ليبيا
واصلت الصحفية الأمريكية تحقيقها، قائلة: “لم يعلق زين أحمد على اغتيال هيفرين خلف، أو أي من جرائم الحرب الأخرى، وقال :”أعرف أن الجماعات المسلحة فعلت أشياء سيئة في عفرين عندما دخلنا المدينة.. لم أنهب أبداً عندما كنت في عفرين، لكنني نهبت عندما كنت في ليبيا، كلنا فعلنا ذلك. لقد توقفوا عن الدفع لنا”. سرقنا النحاس والذهب من المنازل.
وأضاف زين أحمد: “قالوا لنا أنهم سيدفعونا لنا 3000 دولار في الشهر، لم يحدث ذلك قط. في الشهر الأول حصلنا على 2000 دولار. في الشهر الثاني، أعطونا 1400 دولار.
حكم الميليشيات في طرابلس
وتواصل الصحفية الأمريكية تحقيقها، ناقلة تصريح شخصا بدعى هلال هشام (اسم مستعار) ، وهو رجل أعمال في طرابلس، لديه صديقان يمتلكان متاجر يرتادها المسلحون السوريون، قائلا:”حاول أحد أصحاب المتاجر الإتصال بالشرطة، عندما جاء السوريون في المرة الأولى. كان من الواضح أن المواد مسروقة. لكن بالطبع، لم تفعل الشرطة شيئاً. إنه حكم الميليشيات في طرابلس. أصحاب المتاجر ليسوا سعداء بوجودهم، لكنهم مطالبون بالتعامل معهم “. يقول هشام:” هؤلاء الرجال (السوريون) متطرفون وإرهابيون ودواعش. أريد أن أوضح أنني، والعديد من المدنيين الآخرين هنا، في انتظار دخول الجيش الوطني الليبي إلى طرابلس”. يواصل زين أحمد، قائًلا: إن “معظم الوعود الأخرى التي تعهدت بها القوات التركية لمقاتلي “الجيش الوطني السوري” لم تتحقق”، مضيفًا: “أخبرونا أولاً بأنه إذا بقينا وحاربنا لمدة ستة أشهر، فسوف نحصل على الجنسية التركية. كان ذلك أكاذيب. كما أنهم قالوا لنا إذا قتل أحد في ليبيا، فستحصل عائلته على الجنسية التركية. الآن وقد مات الكثير من السوريين في ليبيا، نعلم أن هذه كذبة أيضًا”
إنتفاضة المرتزقة السوريون وتحدي الأوامر
يقول زين أحمد إنه عندما بدأ المسلحون السوريون في تحدي الأوامر، أتى جنود ليبيون في حكومة “الوفاق”وضربوهم.
ويضيف: ذات مرة، عندما رفض مقاتل سوري القتال ثلاث مرات متتالية، أطلق مسلح ليبي النار على ساقه.
وتعقب الصحفية الأمريكية، قائلة: “يتزايد عدد السوريين اليائسين من مغادرة ليبيا يومًا بعد يوم”، وتستدرك على لسان زين أحمد: “الكذبة الأخيرة التي أخبرتنا بها تركيا هي أننا سنضطر للبقاء لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر فقط. لكن مرت أكثر من ثلاثة أشهر على مجموعتي، ولم يسمحوا لنا بالعودة”.
وأوضحت الصحفية الأمريكية أن زين أحمد أخبرها، أنه في النهاية، أُجبر على دفع مبلغ 700 دولار أمريكي لقائده السوري للسفر إلى سوريا، حيث قال: “كان هناك حوالي 100 مقاتل سوري، دفع البعض 500 دولار، وبعضهم مبالغ تصل إلى 1000 دولار، ولكن بعد ذلك وضعونا على متن طائرة مع القتلى والجرحى، وسمحوا لنا بالعودة إلى سوريا”.