إنتصارات الجيش العربي السوري تُربك حسابات أردوغان
دمشق-سوريا-11-2-2020 زهور المشرقي
تعود الأطماع التركية في سوريا إلى عقود ماضية، منذ خمسينيات القرن الماضي.. ويصر الرئيس التركي الحالي على الغزو لبسط نفوذه في المنطقة برغم كل الفشل الذي حققته قواته منذ بدء التدخل لدعم المعارضة المسلحة في سوريا ومختلف شقوقها المتفرعة والمصنفة أغلبها تنظيمات ارهابية .
وترأس الرئيس التركي الليلة الماضية اجتماعا عاجلا في أنقرة تناول الخطوات التي ستتخذ ردا على هجوم الجيش العربي السوري على الجنود الأتراك في محافظة إدلب ومقتل 5 من بينهم..
وشارك في افجتماع فؤاد أقطاي نائب الرئيس، ووزيرا الخارجية مولود جاويش أوغلو، والدفاع خلوصي أكار، ورئيس الأركان الفريق أول يشار غولر، ورئيس جهاز الإستخبارات هاكان فيدان، ورئيس هيئة الصناعات الدفاعية إسماعيل ديمير، ورئيس دائرة الإتصال في الرئاسة فخر الدين ألطون.
وقال محللون سياسيون إن الإجتماع جاء عقب خسارة كبيرة منيت بها القوات التركية ميدانيا ، حيث استعاد الجيش العربي السوري السيطرة على مدينة سراقب الإستراتيجية في المحافظة الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة واسترجاع الطريق السريعة بين حلب ودمشق،اليوم الثلاثاء، لأول مرة منذ عام 2012 بعد أن طردت الميليشيات من آخر موطئ قدم لها على الطريق.
وانتزعت قوات الجيش السيطرة على الطريق السريع بالكامل بعد أن سيطرت على ضاحية فى غرب حلب من المعارضين.
وقالت وكالة الأنباء السورية إن الجيش قد نجح في عمليات كثيرة ضد التنظيمات المتشددة في ريف حلب الجنوبي الغربي وحرر كفر حلب وقناطر وكماري، فيما تم ضبط شبكة أنفاق ومتاريس حفرها إرهابيو تنظيم “جبهة النصرة” تحت تل العيس الإستراتيجي ومحيطه بريف حلب الجنوبي.
معركة الحسم..
أشار الباحث في الشؤون الدولية تميم علي، في حديث مع صحيفة (إستراتيجيا نيوز) اليوم الثلاثاء، إلى أن أردوغان قد وجد نفسه اليوم في موقف ضعف خاصة بعد كل النتائج والنجاحات التي حققها الجيش العربي السوري بعد أيام من انطلاق “معركة الحسم لتحرير ادلب” وإرسال أردوغان قواته الى سوريا حيث بات اليوم يبحث “خفية”عن التسوية السياسية ويحاول تجنب المواجهة.
ويضيف محدثنا : إن الرئيس التركي يعلم جيدا أنه برغم لقاءاته ومشاوراته مع الجانب الروسي يبقى هذا الأخير حليفا قويا للرئيس بشار الأسد ، مذكرا بسيطرة الطائرات الروسية على الأجواء السورية .
وتابع تميم علي: إن ”الموقع التركي في سوريا اليوم بات معقدا ومشوشا ،فمقتل قوات لأردوغان في العمق السوري لن يقبله بسهولة خاصة مع بداية صراع الحسم الذي سينهي أحلامه في المنطقة.
وخلص محدثنا إلى القول: “يبدو أن هذا التصعيد التركي لأردوغان يتعلق باعتباراته الداخلية التركية، وللمحافظة على ولاء الفصائل السورية المسلحة التابعة له، فيما بدا أنه لا يملك القدرة على فرض موقفه على الروس”.
من ناحيته أخرى، اعتبر الكاتب والباحث السياسي أحمد عطا،في حديث خص به صحيفة( إستراتيجيا نيوز) اليوم الثلاثاء وانفرد به لقناة الغد سابقا، أن تركيا تستعين بأكثر الفصائل التكفيرية المسلحة بريف إدلب للقتال في سوريا وليبيا إلى جانب قواتها” ولفت المحلل السياسي، إلى أن هناك خطة ممنهجة من جانب أنقرة في هذا الإطار، بحسب مصادر معلوماتية، إذ يواصل مطار معيتقة الليبي رحلات عبر شركة الأجنحة للطيران المملوكة لعبد الحكيم بلحاج ، قائد الجماعات الليبية المقاتلة،لجلب مرتزقة سوريين عبر تركيا من سوريا، ما يعني أن المنطقة أمام فصل جديد من الإرهاب ، وليس كما يدعي أردوغان بأن تحركه يأتي لإنقاذ ليبيا أو سوريا .
وأضاف المحلل السياسي، أن ما تقوم به أنقرة في سوريا اليوم خطير وملفت، داعيا إلى ضرورة تحرك المجتمع الدولي تجاه المساعي التركية لإيقافها عن نية الحرب في المنطقة ،قائلا”إن أردوغان يتأرجح بين ليبيا وسوريا ويستغل هدنة ليبيا لإنقاذ جماعة الإسلام السياسي بعد الضربة القاصمة التي تلقتها من النظام السوري، وفيما بعد تأتي مرحلة تحويلهم إلى ليبيا للمشاركة في عمليات القتال والإرهاب”.
وتعتبر روسيا أن تركيا لم تلتزم بما تعهدت به في تفاهمات سوتشي بينهما، بنزع الأسلحة الثقيلة من المجموعات المسلحة في المنطقة العازلة، وتحاول تكريس الأمر الواقع بمنع الجيش العربي السوري من استعادة أراضيه بذريعة خشيتها نزوح مئات الآلاف إلى حدودها.
ويبدو أن معركة الحسم في إدلب ورقة الحرب الأخيرة في سوريا لإعادة بنائها، بعد حرب أهلية دولية استمرت نحو تسع سنوات، فالرئيس السوري مصمم على استعادة السيطرة على كافة الأراضي السورية، وإنهاء جيوب المعارضة المسلحة في إدلب ومحيطها لاستعادة الأرض التي بقيت خارج سيطرته، لينهي سنوات من العدوان.