إلى أولياء العهد “إحموا غزة وإلا غرقت السفينة…”
![](https://i0.wp.com/strategianews.net/wp-content/uploads/2025/02/1b25bc45-367a-43d9-91e8-da15f02cebfd.jpg?resize=780%2C470&ssl=1)
فاتن جباري قسم البحوث و العلاقات الدولية 11/02/2024
تقديم
نتيجة استمرار الانتهاكات الصهيونية ضد المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة, وزيادة معاناة الأسرى الفلسطينيين وتوسع المستوطنات اليهودية ومحاولة عمليات التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل و خاصة مع دول الخليج العربي…
انطلقت عملية طوفان الأقصى لتغيير هذا الواقع وترسم معالم المرحلة المقبل
للقضية الفلسطينية حيث كان من تداعياتها الإيجابية فلسطينيا استعادة القضية الفلسطينية زخمها إلى واجهة الأحداث العالمية وتحرير الأسرى الفلسطينيين, وأعاقه المخططات والمشاريع الأمريكية الصهيونية ك صفقة القرن ومشاريع التطبيع وتعزيز موقع حماس, وتصاعد قوة محور المقاومة.
في حين كان لها تداعيات سلبية على الكيان الصهيوني أهمها تآكل الردع الإسرائيلي وانهيار الثقة بالجيش الإسرائيلي واستخباراته وتغيير المشهد السياسي
الإسرائيلي الداخلي مستقبلا وخاصة قرب انتهاء مستقبل نتنياهو السياسي وزيادة التكلفة الهائلة للعملية ماديا وبشريا ومعنويا على إسرائيل.
أولا – زيادة الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة
كان للتحولات في طبيعة المجتمع الصهيوني الذي بدأ يميل نحو اليمين المتطرف بشكل متسارع تأثير على مؤسساته سواء السياسية أو العسكرية، حيث ارتفعت وتيرة انتهاكات الإحتلال والمجازر ضد المدنيين من خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي للمدن والقرى والبلدات الفلسطينية، وشن حملة اعتقالات وقتل وهدم للبيوت ومصادرة الأراضي، وبناء المستوطنات في كافة مدن الضفة الغربية المحتلة، وكذلك الانتهاكات داخل سجون الإحتلال ضد الأسرى الفلسطينيين. أما الانتهاكات في قطاع غزة، فتستمر إسرائيل في حصاره منذ عام 2006 وهوما أدى الى طرد أكثر من مليوني فلسطيني مما فاقم المشكلات المعيشية لسكان القطاع. كما أن حالة ضنك العيش التي يعيشها أهل غزة.. بلا أمل ولا كرامةوهو ما أكد عليه السيد حسن نصر الله عن معاناة الشعب الفلسطيني.
ثانيا – إغتيال نصرالله بعد فضح المؤامرة
بعد خطابه الشهير والذي أودى بحياته “معروف لكم وللعالم معاناة الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 75 عاما لكن أوضاع السنوات الأخيرة في فلسطين كانت قاسية جدًا وخصوصًا مع هذه الحكومة الحمقاء والغبية والمتوحشة، الحكومة المتطرفة قامت بالتشديد على الأسرى مما جعل الوضع الإنساني سيئا جدًا، وقرابة العشرين عامًا هناك أكثر من مليوني إنسان يعيشون في غزة في ظروف معيشية صعبة دون أن يحرك أحد ساكن ًولا القادة …, كانت سياسة العدو تزداد صلافة وطغيانا ً وقهراً فلذلك كان لا بد من حدث كبير يهز الكيان الغاصب المستعلي وداعميه المستكبرين وخصوصًا في واشنطن ولندن” والأن تفصح أمريكا عن رغبتها في تفريغ كامل القطاع لصالح العدو
قرارات بن غفير الإجرامية ضد الأسرى دفعت فصائل المقاومةالفلسطينية، لا سيما حركتي حماس والجهاد الإسلامي، إلى تحذير الإحتلال بالتأكيد على أن الفصائل لن تصمت كثيراً للتضييق ضد الأسرى، ل كن الإحتلال لم يستجب لتهديدات فصائل المقاومة.
كما يرفض الإحتلال عقد اتفاق لتبادل الأسرى، مستغلا ً ضعف الموقفالعربي واستعداد دول عربية عديدة لتطبيع العلاقات معها بمعزل عن الحقوق الفلسطينية، وبعيدًا عن صيغة الأرض مقابل السلام
ثالثا – توسيع المستوطنات اليهودية وضم غزة بشكل كامل
تخضع غزة لسيطرة حماس منذ عام ،2007 عندما طردت الحركة الإسلامية القوات الموالية للسلطة الفلسطينية التي كانت تحكم آنذاك بعد خلاف عنيف. وفي عام ،2014 في أعقاب صراع قصير مع حماس أعلنت إسرائيل فرض منطقة عازلة حول غزة لحماية نفسها من الهجمات الصاروخية وتسلل المسلحين، ل كن المنطقة قللت من مساحة الأراضي المتاحة للناس للعيش والزراعة.
تعتبر الأمم المتحدة ومعظم الدول أن المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي لكن منذ إحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية بعد حرب عام ،1967 استمر عدد المستوطنات اليهودية في الارتفاع، وتشير تقديراتالأمم المتحدة إلى أن حوالي 700 ألف يهودي كانوا يعيشون في المنطقةالمحتلة في عام 2022.
كما كان هناك ارتفاع كبير في أعمال العنف التي ينفذها المستوطنون الإسرائيليون المتطرفون ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة هذاالعام، حيث يتم الإبلاغ عن أكثر من 100 حادث شهريا ً وفقًا للأمم المتحدة.
إسرائيل اليوم “تخطط لطرد الفلسطينيين من الضفة الغربية”. حيث حشدت الحكومة الإسرائيلية خلال الأسابيع الماضية لعملية طوفان الأقصى نحو 30 كتيبة من قوات الجيش في الضفة الغربية المحتلة لردع أي رد فعل فلسطيني على ممارسات المستوطنين، وتمهيدً ا لاقتحام المخيمات والبلدات والمدن الفلسطينية التي تشهد عمليات مقاومة ضد قوات الإحتلال والمستوطنين
خلاصة
شهدت البيئة الإقليمية والدولية في السنوات الأخيرة مخططات ومشاريع أمريكية صهيونية، كمشروع صفقة القرن ومشروع السلام الإبراهيمي، الهدف منها إعادة رسم الخريطة الإقليمية في المنطقة لتصبح إسرائيل إقليميا جزءا من المنطقة معترف بها كقائدة للشرق الأوسط.
ترامب ينفذ “صفقة القرن” التي كان قد وضعها عام 2017، والتي يسعي بها إلى حل للصراع العربي الإسرائيلي وتفتح الأبواب أمام شرق أوسط مستقر مع إقامة الدولة الإسرائيلية بما لا يتعارض مع المبدأ الرئيسي الذي تتبناه أي إدارة
أمريكية سواء كانت جمهورية أو ديمقراطية وهو أمن إسرائيل ومصالحها.وملخص الصفقة هو ضم الضفة الغربية بدون القدس والمستوطنات إلى الأردن بضمانة عربية وتسليم أهل غزة إلى مصر للسيطرة عليهم وإنهاء الوجود الفلسطيني في فلسطين، ووضع نهاية لفكرة الدولة الفلسطينية.