أخبار العالمالشرق الأوسط

إقالة رئيس الشاباك تضع نتنياهو في قلب أزمة سياسية حادة

أحدث قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار هزة سياسية كبيرة داخل إسرائيل، حيث اعتبر معارضوه أن الخطوة تهدف إلى إحكام قبضته على صناعة القرار الأمني، وإقصاء الأصوات المعارضة داخل المؤسسة الأمنية.

احتجاجات واسعة ومعارضة سياسية

أعلنت جهات وقطاعات عدة نيتها التظاهر قرب مقر الحكومة في القدس، الأربعاء، بالتزامن مع جلسة حكومية يتوقع أن تصدّق على قرار الإقالة. ومن بين الداعين إلى الاحتجاج، رئيس جامعة تل أبيب الذي دعا الهيئة الأكاديمية وكبار الشخصيات الاقتصادية للانضمام إلى الحراك الرافض لهذه الخطوة.

تصعيد المعارضة ضد نتنياهو

هاجم زعيم المعارضة يائير لبيد رئيس الوزراء الإسرائيلي، مؤكداً أن الدولة فقدت الثقة بقيادته، ودعا إلى استقالته فوراً. واعتبر أن تبرير الإقالة بفقدان الثقة يمكن أن ينطبق على نتنياهو نفسه، مشدداً على أن القرار سيُطعن فيه أمام المحكمة العليا.

من جانبه، رأى رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت أن إسرائيل لن تستعيد استقرارها إلا بعد رحيل نتنياهو، محملاً إياه مسؤولية “الفشل التاريخي” أمام حماس وحزب الله، الذين تمكنا من تعزيز قدراتهما على حدود إسرائيل خلال فترة حكمه.

أما يائير غولان، رئيس حزب الديمقراطيين، فقد وصف إسرائيل بأنها تتجه نحو الدكتاتورية، متهماً نتنياهو بالتصرف كحاكم مطلق. كما اعتبر رئيس الشاباك السابق يعقوب بيري أن الإقالة تعكس رغبة نتنياهو في التخلص من الأصوات المعارضة داخل أجهزة الدولة.

في المقابل، أيد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الإقالة، مشيراً إلى أن بار يتحمل مسؤولية “الخطأ الفادح” الذي أدى إلى أحداث 7 أكتوبر، واعتبر أنه كان يجب أن يرحل منذ ذلك الحين. كما أيد زعيم حزب “القوة اليهودية” إيتمار بن غفير الخطوة، مؤكداً أنه طالب بها منذ فترة طويلة.

رونين بار يرفض الاستقالة ويشترط التحقيق مع الحكومة

ورداً على القرار، رفض بار الاستقالة طواعية، مطالباً بتشكيل لجنة تحقيق تشمل جميع المسؤولين، بمن فيهم نتنياهو. وأكد أنه لن يغادر منصبه قبل استكمال مهمة استعادة الأسرى الإسرائيليين، مشدداً على أن الإخفاقات الأمنية ليست مسؤولية الشاباك وحده، بل نتيجة للسياسات الحكومية على مدار العام الماضي.

يبدو أن الإقالة قد فتحت جبهة جديدة من الصراع داخل الدولة العبرية، في وقت تواجه فيه الحكومة تحديات أمنية وسياسية غير مسبوقة. ومع احتدام الجدل، تتزايد المخاوف من تفاقم الأزمة الداخلية وتأثيرها على الاستقرار السياسي والأمني لإسرائيل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق