إسطنبول تستضيف أول محادثات روسية أوكرانية مباشرة منذ ثلاث سنوات وسط تشكيك واسع في فرص نجاحها

قسم الأخبار الدولية 16/05/2025
أطلق وفدا روسيا وأوكرانيا، اليوم الجمعة، جولة محادثات مباشرة في قصر دولما بهتشة بإسطنبول، هي الأولى من نوعها منذ ربيع عام 2022، وذلك برعاية تركية وبحضور ممثلين أميركيين، غير أن غياب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن اللقاء خفّض سقف التوقعات، وسط تشكيك الطرفين في جدوى المحادثات.
وسبقت هذه المحادثات مشاورات ثلاثية جمعت مسؤولين من الولايات المتحدة وتركيا وأوكرانيا، ترأسها وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، بمشاركة نظيره الأميركي ماركو روبيو، والسفير الأميركي في أنقرة، والمبعوث الأميركي الخاص لأوكرانيا، إلى جانب كبار المسؤولين الأوكرانيين بينهم وزير الدفاع رستم عمروف ورئيس مكتب الرئاسة أندريه يرماك.
وفي موازاة اللقاءات العلنية، شهدت إسطنبول اجتماعًا مغلقًا بين وفد أميركي يرأسه مدير تخطيط السياسات بالخارجية الأميركية مايكل أنتون، والمستشار في الكرملين فلاديمير ميدينسكي الذي يقود الوفد الروسي، وسط تكهنات بإمكانية فتح قنوات خلفية لبلورة تسوية سياسية.
لكن المؤشرات السياسية لم تبدُ مشجعة. فالرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي يختتم جولة خليجية، صرح بأنه لا يتوقع نتائج جدية من المفاوضات قبل أن يلتقي شخصيًا بنظيره الروسي بوتين، قائلاً: “لن يحدث شيء، سواء أحببتم ذلك أم لا، حتى ألتقي أنا وهو”. وهي نفس النبرة التي عبر بها وزير خارجيته روبيو حين قال: “لا نملك توقعات كبيرة، رغم أملنا في تحقيق اختراق”.
بدوره، اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن موسكو لا تتعامل بجدية مع المسار التفاوضي، منتقدًا تركيبة الوفد الروسي ووصفه بـ”الصوري”، وهو ما ردت عليه موسكو بوصفه بـ”المهرج الفاشل”. وأكد زيلينسكي أنه استجاب لدعوة ترمب وأردوغان احتراما لهما، مبدياً استعداده للقاء بوتين مباشرة، شرط حضوره شخصياً إلى إسطنبول.
ورغم تأكيد ميدينسكي أن وفده مُخوّل باتخاذ قرارات وتقديم تسويات محتملة، فإن الشكوك ما زالت تهيمن، خصوصاً مع تمسك الطرفين بمطالب متناقضة؛ إذ تصر موسكو على اعتراف أوكرانيا بضم الأراضي التي سيطرت عليها وعدم انضمامها إلى الناتو، بينما تطالب كييف بانسحاب روسي كامل وضمانات أمنية غربية قوية.
في موازاة هذه التطورات، شدد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، قبيل قمة أوروبية في ألبانيا، على أن روسيا يجب أن “تدفع ثمن تفادي السلام”، بينما جددت كييف مطالبتها بوقف فوري لإطلاق النار مدته 30 يوماً كتمهيد لأي مسار تفاوضي جدي.
وعلى الأرض، تواصل القتال بين الجانبين، مع إعلان أوكرانيا مقتل مدنيتين جراء القصف الروسي، فيما أكدت موسكو إسقاط 65 طائرة مسيّرة أطلقتها كييف خلال الليل، ما يعكس استمرار التصعيد رغم الأجواء التفاوضية.