أخبار العالمالشرق الأوسط

إسرائيل تواصل اغتيالاتها في غزة مستهدفة قيادات سياسية وعسكرية بارزة من حماس والجهاد وفصائل أخرى

صعّدت إسرائيل عمليات الاغتيال في قطاع غزة خلال الأسابيع الأخيرة، مستهدفة شخصيات بارزة من حركة “حماس” والجهاد الإسلامي وفصائل فلسطينية أخرى، ضمن ما يبدو أنه تصعيد استراتيجي موجه ضد الأركان السياسية والعسكرية والاستخباراتية للحركات الفلسطينية. وتركزت الضربات على قادة في كتائب القسام وسرايا القدس، إلى جانب شخصيات دعوية ومجتمعية، وأسرى محررين، ما يعكس تحولًا في طبيعة أهداف إسرائيل العسكرية نحو مستويات أعمق من الهيكلة التنظيمية لهذه الحركات.

ففي الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، اغتالت إسرائيل محمد فرج الغول، وزير العدل السابق في حكومة “حماس” عام 2006، في غارة غرب غزة. والغول يُعد من أبرز مؤسسي البنية التنظيمية للحركة، وعضوًا سابقًا في مكتبها السياسي ومجلس شوراها، وله صلات وثيقة مع إسماعيل هنية وقيادات تاريخية مثل الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي. وقد قُتل بينما كان يسعى، وفق مصادر من “حماس”، لترتيب ملفات تنظيمية لتعويض قادة استُهدفوا في الحرب.

وقبل ذلك بأيام، قتلت إسرائيل حسين جودة، أحد أبرز وجهاء الحركة الدعوية في غرب غزة، في قصف على منزله بمخيم الشاطئ. وفي نفس السياق، طالت الغارات أيضًا القائد العسكري محمد الغصين قائد كتيبة التفاح والدرج، ثم القائد إياد نصر (الصقر) قائد كتيبة جباليا النزلة، الذي اغتيل مع أفراد من عائلته في خيمة قرب جباليا بعد هجمات لـ”القسام” أوقعت جنديين إسرائيليين.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل خلال الأسبوعين الأخيرين عدة قيادات من “حماس” و”الجهاد”، من بينهم فضل أبو العطا (سرايا القدس – كتيبة الشجاعية)، إلى جانب شخصيات من “ركن التصنيع” التابع لـ”القسام” كمحمد أبو عواد (الملقب بالليبي)، الذي لعب دورًا أمنيًا واستخباراتيًا مهمًا في مواجهة عمليات إسرائيل داخل القطاع، وكان من ضحايا محاولات اغتيال سابقة أودت بحياة زوجته وأطفاله.

كما طالت الاغتيالات عناصر أفرج عنهم في صفقات تبادل، مثل صفقة جلعاد شاليط عام 2011، ومنهم من أُبعد من الضفة الغربية، في إشارة إلى استمرار تتبع إسرائيل لهؤلاء رغم مرور سنوات على الإفراج عنهم.

ولم تؤكد “حماس” وجود اختراق أمني أدى إلى تسارع اغتيال هذه القيادات، إلا أن مراقبين أمنيين رجّحوا أن يكون تسريب معلومات ميدانية عن العمليات القتالية أو آلية التواصل الداخلي قد مكّن إسرائيل من تتبع الأهداف واصطيادها بسرعة غير معتادة.

في المقابل، رأت مصادر داخل الحركة أن التصعيد الاغتيالي الإسرائيلي يتماشى مع سياق الحرب المفتوحة منذ أشهر، ويأتي في إطار “الجهد الاستخباراتي المتواصل لتفريغ البنية القيادية” للمقاومة، في وقت تحاول فيه “حماس” الحفاظ على شبكاتها العسكرية والتنظيمية رغم الضربات المتلاحقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق