إسرائيل تمهّد لهجوم بري واسع في خان يونس وتحذّر السكان من البقاء وسط تصنيفها “منطقة قتال خطيرة”

قسم الأخبار الدولية 19/05/2025
أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الاثنين عن استعداده لتنفيذ “هجوم غير مسبوق” في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، محذّراً المدنيين في المنطقة من البقاء ومطالباً إياهم بمغادرتها فوراً نحو منطقة المواصي، التي حددها كمنطقة إنسانية مؤقتة.
وجاء التحذير في بيان نشره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة “إكس”، حيث أكد أن خان يونس، بما فيها مناطق بني سهيلا وعبسان، باتت “منطقة قتال خطيرة” وفق التوصيف العسكري الإسرائيلي، محذراً من أن العمليات القادمة ستشهد مستوى غير مسبوق من القوة التدميرية.
وأضاف أدرعي أن الهجوم المرتقب يهدف إلى “تدمير القدرات العسكرية والتنظيمية للمنظمات الإرهابية في المنطقة”، في إشارة إلى حركة “حماس” والفصائل الفلسطينية المسلحة الأخرى.
يأتي هذا التصعيد بعد أسابيع من العمليات المتقطعة في جنوب القطاع، تخللتها اجتياحات محدودة واشتباكات عنيفة، خاصة في المناطق الشرقية من خان يونس، التي شهدت في الأشهر الماضية دماراً واسعاً ونزوحاً جماعياً بسبب القتال العنيف الذي اندلع في أعقاب توغل القوات الإسرائيلية في قلب المدينة.
ويُعد هذا الإعلان مؤشراً على توجه إسرائيلي لإعادة التوغل في جنوب غزة، حيث كانت خان يونس قد شهدت سابقاً عمليات عسكرية في شهري يناير وفبراير، تخللتها انسحابات جزئية للجيش بعد إعلان تحقيق أهداف مؤقتة.
ورغم إعلان الجيش الإسرائيلي عن توفير ممرات إنسانية نحو المواصي، فإن جماعات حقوقية دولية كانت قد انتقدت في مرات سابقة عمليات الإجلاء القسري، محذرة من أن المدنيين يواجهون خيارات مستحيلة في ظل استمرار القصف ونقص المأوى والطعام.
ويأتي هذا التصعيد في وقت لا تزال فيه الوساطات الدولية متعثرة للتوصل إلى اتفاق تهدئة في القطاع، في ظل استمرار العمليات العسكرية وتزايد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية داخلياً من قبل عائلات الأسرى الإسرائيليين، الذين يطالبون بوقف إطلاق النار مقابل الإفراج عنهم.
ومن غير الواضح بعد مدى اتساع الهجوم المرتقب، لكن مراقبين يرون أن التصريحات الأخيرة تشير إلى عودة محتملة للعملية البرية بشكل أوسع في جنوب القطاع، مع ما قد يترتب عليها من خسائر بشرية وموجات نزوح إضافية في واحدة من أكثر المناطق اكتظاظاً في غزة.