إسرائيل تلوّح بضمّ الضفة الغربية وترفض أي اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية وسط تصعيد بالضفة وغزة

قسم الأخبار الدولية 28/05/2025
هددت إسرائيل بفرض سيادتها على الضفة الغربية رداً على أي خطوة دولية أحادية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، في سياق تحركات دبلوماسية متسارعة تسبق مؤتمر “حل الدولتين” الذي تستضيفه الأمم المتحدة الشهر المقبل برئاسة سعودية فرنسية مشتركة.
وجاء التهديد على لسان وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي نقلت عنه وسائل إعلام عبرية قوله إن إسرائيل “سترد على أي اعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية بفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية”، ما يعني فعلياً الشروع في ضمها وإنهاء أي احتمال لحل الدولتين.
التحرك الإسرائيلي جاء استباقاً لمؤتمر نيويورك، الذي يحظى بدعم عربي ودولي متزايد، وسط مطالبات بالاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 1967. وتخشى تل أبيب أن يؤدي هذا المؤتمر إلى إعادة إحياء المسار السياسي وتجسيد الحقوق الفلسطينية بغطاء دولي رسمي، خصوصاً مع تغير مزاج عدد من الدول الغربية تجاه دعم إسرائيل.
في الوقت نفسه، واصلت إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة، حيث ارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 54,056، فيما تجاوز عدد المصابين 123,129، بحسب مصادر طبية محلية، وسط دمار واسع ومجاعة متفاقمة. وفي ظل هذا الواقع، أعلن عضو المكتب السياسي لحركة حماس باسم نعيم، موافقة الحركة على مقترح جديد لوقف إطلاق النار قدمه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، لكن الحكومة الإسرائيلية لم تحسم موقفها بعد، ونقلت صحيفة يسرائيل هيوم عن مسؤول كبير قوله إن المقترح “لا يلبي المتطلبات الأمنية الإسرائيلية”.
أما في الضفة الغربية، فشنت قوات الاحتلال حملة مداهمات استهدفت محال الصرافة في عدة مدن، بزعم ارتباطها بجهات “إرهابية”، وأغلقتها بموجب إشعارات عسكرية. وجاءت هذه المداهمات في إطار ما وصفته إسرائيل بحملة “لمكافحة تمويل الإرهاب”، وسط تصاعد التوترات في الضفة حيث اشتبك شبان فلسطينيون مع قوات الاحتلال خلال اقتحامها مدينة نابلس.
وترى أوساط فلسطينية أن التهديد بضم الضفة يتجاوز كونه مجرد رد دبلوماسي، بل يعكس نوايا إسرائيلية فعلية لاستثمار الحرب الجارية لتصفية القضية الفلسطينية، وسط غياب أي أفق سياسي، ورفض إسرائيلي صريح لأي مفاوضات تنتهي بإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.