أخبار العالمالشرق الأوسط

إسرائيل تكثّف غاراتها في العمق اللبناني بالتوازي مع مساعٍ أميركية لطرح ملف سلاح “حزب الله” على طاولة البحث

قسم الأخبار الدولية 30/05/2025

استأنفت إسرائيل، ليل الخميس – الجمعة، ضرباتها الجوية العنيفة مستهدفة مناطق لبنانية عميقة في سابقة جديدة منذ أسابيع، شملت أودية وجبالاً شمال الليطاني وامتدت حتى البقاع، فيما دخل ملف سلاح “حزب الله” مجدداً دائرة النقاش السياسي في لبنان مع ترقّب زيارة مرتقبة للموفدة الأميركية مورغن أورتاغوس، التي يُتوقّع أن تطرح هذا الملف الشائك على المسؤولين اللبنانيين.

وشنّ سلاح الجو الإسرائيلي أكثر من عشرين غارة متفرقة طالت مواقع في مجرى نهر الزهراني، ومحيط صيدا، ومنحدرات إقليم التفاح، إلى جانب ضربات مركزة على شمسطار غرب بعلبك، حيث أكدت تل أبيب أن هذه الأهداف تضمّ منصات صاروخية وبنى تحتية أعاد “حزب الله” ترميمها. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أشار إلى أن الحزب يحاول إعادة تفعيل مواقع سبق أن تعرّضت للقصف، معتبراً ذلك “خرقاً فاضحاً للتفاهمات” ومؤكداً أن تل أبيب ستمنع “أي تموضع جديد”.

في المقابل، عالج الجيش اللبناني بعض الخروقات البرية، إذ أزالت وحداته العسكرية السواتر الترابية التي أقامها الجيش الإسرائيلي في بلدة العديسة ومحيط بئر شعيب – بليدا، بالتنسيق مع قوات “اليونيفيل”. وقد عثرت القوات اللبنانية على أجهزة مراقبة وتجسس إسرائيلية كانت مدفونة في الموقع، في إشارة إلى تصعيد أمني استخباري من جانب تل أبيب داخل الحدود اللبنانية.

يأتي هذا التصعيد في ظل مناخ داخلي لبناني يسعى فيه الرئيس جوزيف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري لإيجاد أرضية حوار حول ملفات أمنية ودستورية، منها التمديد لقوات “اليونيفيل”، والانتخابات المحلية، وفتح دورة استثنائية للبرلمان. الاجتماع الذي جمع الرجلين في قصر بعبدا أحيط بالتكتم، رغم وصف بري له بأنه كان “ممتازاً”.

وتتوقع الأوساط السياسية أن تطرح أورتاغوس ملف القرار 1701، والإصلاحات، وسلاح “حزب الله” في زيارتها المقبلة لبيروت، وسط تحفّظ من السلطات اللبنانية التي لم تتبلغ رسمياً بعد بموعد الزيارة أو جدول أعمالها. ويشير مراقبون إلى أن ملف سلاح الحزب عاد ليُطرح تحت مظلة دولية متجددة، مستندة إلى الوضع الأمني المشتعل جنوباً والضغوط الإقليمية والدولية التي تطالب بحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.

ورغم اتفاق وقف إطلاق النار، تواصل إسرائيل عملياتها الجوية والتوغلات البرية في لبنان، ما يعمّق التوتر ويزيد المخاوف من تصعيد أوسع في الجنوب. في هذا السياق، جدّد لبنان مطالبته المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وانتهاكاتها الحدودية، في وقت ترتفع فيه الأصوات المطالِبة بتفعيل المؤسسات اللبنانية وتثبيت السيادة الوطنية على كامل أراضي الجنوب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق