إسرائيل تعلن مقتل قائد منظومة أركان «حزب الله» المسؤول عن الإمداد والتسليح
قسم الاخبار الدولية 08/10/2024
أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان عاجل عن مقتل قائد منظومة الإمداد والتسليح في «حزب الله»، المعروف بدوره الحيوي في إدارة شؤون التسليح والتنظيم العسكري للحزب. جاء هذا الإعلان بعد تنفيذ غارة جوية إسرائيلية استهدفت موقعاً في جنوب لبنان، يُعتقد أنه كان يتواجد فيه القيادي العسكري البارز.
تفاصيل العملية الإسرائيلية
العملية العسكرية، التي وُصفت بأنها موجهة ودقيقة، جاءت في إطار استمرار التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، في أعقاب الاشتباكات المستمرة على طول الحدود اللبنانية-الإسرائيلية. بحسب الجيش الإسرائيلي، قُتل القيادي في حزب الله أثناء تنقله بين مواقع تابعة للتنظيم، حيث استهدفت طائرة مسيرة الموقع الذي كان متواجداً فيه.
هذا الهجوم يأتي ضمن سلسلة من العمليات التي نفذتها إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، والتي تستهدف قادة ميدانيين في «حزب الله» وبنية الحزب التحتية العسكرية، في محاولة للحد من قدراته القتالية وضمان تفوق إسرائيل العسكري في حال حدوث تصعيد أكبر.
دور القائد المقتول
يُعتبر قائد منظومة الإمداد والتسليح المقتول من الشخصيات المركزية في حزب الله، حيث كان مسؤولاً عن تجهيزات الحزب اللوجستية ونقل الأسلحة وتطوير ترسانته الصاروخية. تحت قيادته، عمل الحزب على تعزيز قدراته العسكرية بشكل كبير، لا سيما في مجالات الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة، التي استخدمها في عدة مواجهات مع إسرائيل.
ويمثّل مقتله ضربة قوية لحزب الله، الذي يعتمد بشكل كبير على هذه المنظومة للحفاظ على جهوزيته العسكرية، خاصة في ظل التصعيد الحالي على الجبهة الجنوبية.
تأتي هذه العملية الإسرائيلية في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيداً غير مسبوق بين إسرائيل وحزب الله، حيث تواصل القوات الإسرائيلية قصف مواقع في جنوب لبنان، بينما يقوم حزب الله بإطلاق صواريخ باتجاه شمال إسرائيل، بما في ذلك مواقع عسكرية ومدنية. يستمر هذا التصعيد في ظل مخاوف من انجرار الطرفين إلى مواجهة شاملة، قد تتوسع لتشمل أطرافاً أخرى في المنطقة.
هذا التطور الخطير يعكس مدى تشابك الأوضاع في لبنان، حيث يستمر «حزب الله» في تعزيز دوره العسكري والسياسي داخل البلاد، بينما تسعى إسرائيل لإضعافه عبر استهداف قياداته وبنيته العسكرية.
ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من حزب الله بشأن مقتل قائد منظومة الإمداد والتسليح، إلا أن الحزب قد سبق وتوعد بردود قاسية على الهجمات التي تستهدف قادته. من المتوقع أن يؤدي هذا التصعيد إلى رد فعل عنيف من جانب الحزب، خاصة وأنه يعتبر استهداف قياداته البارزة بمثابة تجاوز للخطوط الحمراء.
على الصعيد الدولي، دعت بعض القوى إلى التهدئة والعودة إلى المسار الدبلوماسي، حيث عبرت دول مثل فرنسا وروسيا عن قلقها من تفاقم الأوضاع على الجبهة اللبنانية، وأثر ذلك على استقرار المنطقة برمتها.
وتعود التوترات بين إسرائيل وحزب الله إلى سنوات طويلة من العداء والصدامات المسلحة، إلا أن المرحلة الأخيرة من الصراع شهدت تصاعداً خطيراً. منذ اندلاع الحرب في سوريا، تزايدت قدرات حزب الله العسكرية بشكل كبير، حيث تلقى دعماً واسعاً من إيران وسوريا. في المقابل، تسعى إسرائيل للحد من هذا النفوذ عبر تنفيذ ضربات جوية على مواقع تابعة للحزب في لبنان وسوريا.
مقتل قائد كبير في حزب الله في هذا الوقت الحساس قد يؤدي إلى تصعيد أكبر في النزاع، مما يضع المنطقة أمام احتمال مواجهة شاملة، في ظل انشغال المجتمع الدولي بأزمات أخرى مثل الحرب في أوكرانيا وتوترات الشرق الأوسط المستمرة.