أخبار العالمالشرق الأوسط

إسرائيل تعلن خطة لتجنيد عشرات الآلاف من الحريديم في الجيش وسط جدل داخلي متصاعد

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عن خطة تهدف إلى تجنيد عشرات الآلاف من اليهود الحريديم في صفوف الجيش الإسرائيلي، في خطوة تهدف إلى تعزيز القوى البشرية العسكرية وسط التحديات الأمنية المتزايدة، لكنها أثارت جدلًا واسعًا داخل الأوساط السياسية والمجتمعية الإسرائيلية.

خلفية القرار

جاء الإعلان في وقت تواجه فيه إسرائيل نقصًا في القوى البشرية العسكرية، خاصة مع استمرار التوترات على عدة جبهات، سواء في غزة أو جنوب لبنان أو الضفة الغربية. ويأتي القرار بعد مطالب متكررة من قطاعات واسعة في المجتمع الإسرائيلي بضرورة توزيع أعباء الخدمة العسكرية بشكل أكثر عدالة بين جميع فئات المجتمع.

وأكد كاتس أن الخطة تستهدف دمج الحريديم في وحدات تتناسب مع أسلوب حياتهم الديني والثقافي، مع مراعاة توفير بيئة تضمن احترام القيم الدينية للحريديم. كما أشار إلى أن هذا التجنيد سيكون تدريجيًا وبالتنسيق مع القيادات الدينية الحريدية.

معارضة قوية داخل الأوساط الحريدية

أثارت هذه الخطوة معارضة شديدة بين الزعماء الدينيين والسياسيين في الأوساط الحريدية، الذين يعتبرون أن الخدمة العسكرية تتعارض مع تقاليدهم الدينية وتركزهم على دراسة التوراة. ووصف بعض القادة القرار بأنه تهديد مباشر للنسيج الاجتماعي والديني للمجتمع الحريدي.

يمثل هذا القرار تحديًا إضافيًا أمام الائتلاف الحكومي بقيادة بنيامين نتنياهو، الذي يعتمد بشكل كبير على دعم الأحزاب الدينية الحريدية. وقد يؤدي هذا الخلاف إلى تصدع محتمل في التحالف الحاكم إذا لم يتم التوصل إلى حلول وسط ترضي جميع الأطراف.

وقد رحب جزء من المجتمع الإسرائيلي بالقرار، معتبرًا أنه خطوة نحو العدالة الاجتماعية والمساواة في تحمل المسؤوليات الوطنية. فيما أبدى آخرون تخوفهم من أن يؤدي هذا القرار إلى زيادة الانقسامات الداخلية والتوترات المجتمعية.

ضغوط المحكمة العليا

يأتي هذا الإعلان في ظل ضغوط متزايدة من المحكمة العليا الإسرائيلية، التي طالبت الحكومة مرارًا بوضع حد للإعفاءات الجماعية التي يحصل عليها الحريديم من الخدمة العسكرية، باعتبارها تمييزًا غير عادل ضد الفئات الأخرى من المجتمع الإسرائيلي.

وتواجه الحكومة تحديات عديدة في تنفيذ هذا القرار، من بينها:

  • المعارضة الشرسة من الزعامات الدينية الحريدية.
  • توفير بيئة عسكرية مناسبة تحترم المعتقدات الدينية.
  • التوازن بين الحفاظ على استقرار التحالف الحكومي وتنفيذ القرار.

من المتوقع أن تشهد الأسابيع المقبلة مفاوضات مكثفة بين الحكومة والقيادات الدينية الحريدية للوصول إلى صيغة توافقية. ويبقى السؤال المطروح: هل ستنجح إسرائيل في تحقيق هذا الهدف دون إشعال أزمة سياسية واجتماعية جديدة؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق