أخبار العالمالشرق الأوسط

إسرائيل تجري مناورات عسكرية تحاكي استهداف مواقع إيرانية

بدأت القوات الإسرائيلية مناورات عسكرية واسعة النطاق تحاكي ضرب أهداف إيرانية، في خطوة تعتبر بمثابة تحضير لسيناريوهات حرب محتملة ضد المنشآت النووية الإيرانية. تأتي هذه المناورات وسط تصاعد التوترات بين البلدين وتزايد القلق الدولي بشأن أنشطة إيران النووية ودورها الإقليمي.

تشمل المناورات، التي تشارك فيها مختلف أفرع الجيش الإسرائيلي، محاكاة لضربات جوية وبرية ضد مواقع حيوية داخل إيران، مع التركيز على استهداف منشآت نووية ومواقع استراتيجية. يتم التدريب على استخدام المقاتلات والطائرات دون طيار، إلى جانب أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ بعيدة المدى، لتمكين الجيش الإسرائيلي من تنفيذ ضربات سريعة ودقيقة.

ووفقاً لمصادر عسكرية إسرائيلية، تشمل المناورات تدريبات على مواجهة ردود فعل محتملة من إيران وحلفائها في المنطقة، لا سيما حزب الله في لبنان والمجموعات المسلحة في سوريا. هذا السيناريو يأخذ في الحسبان احتمالية اندلاع حرب إقليمية متعددة الجبهات إذا ما تم استهداف إيران عسكرياً.

وتأتي هذه المناورات في ظل تصاعد الخلافات بين إسرائيل وإيران بشأن برنامج الأخيرة النووي، الذي تعتبره إسرائيل تهديداً وجودياً. على مدى السنوات الماضية، وجهت إسرائيل تحذيرات متكررة بأنها لن تسمح لإيران بتطوير سلاح نووي، مشيرة إلى استعدادها للقيام بضربات وقائية ضد المنشآت النووية إذا فشلت الجهود الدبلوماسية في كبح جماح الطموحات الإيرانية.

تزامناً مع المناورات، تتصاعد الضغوط الدولية على إيران، خاصة من جانب الولايات المتحدة والدول الأوروبية، التي تطالبها بالعودة إلى التفاوض حول الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2018. في الوقت نفسه، تواصل طهران تطوير برنامجها النووي، مؤكدة أن أنشطتها سلمية وتهدف إلى توليد الطاقة.

من جانبها، أدانت إيران هذه المناورات واعتبرتها تصعيداً خطيراً يهدد أمن واستقرار المنطقة. وحذرت طهران من أن أي هجوم على أراضيها سيقابل برد قاسٍ يشمل استهداف المصالح الإسرائيلية في المنطقة. كما أشارت إلى أن قدراتها العسكرية المتطورة قادرة على الرد بفعالية على أي عدوان، بما في ذلك استخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.

على الصعيد السياسي، تعمل إسرائيل على تعزيز علاقاتها مع الدول الغربية، لا سيما الولايات المتحدة، لضمان الدعم في أي مواجهة محتملة مع إيران. كما تسعى إسرائيل إلى التنسيق مع دول الخليج التي تعتبر إيران تهديداً مشتركاً، في إطار التحالفات الإقليمية التي بدأت تتشكل بعد اتفاقيات التطبيع التي وُقعت في السنوات الأخيرة.

ويرى مراقبون أن المناورات الإسرائيلية تهدف إلى إرسال رسائل واضحة إلى طهران والمجتمع الدولي بأن إسرائيل مستعدة للتحرك العسكري إذا ما استدعت الحاجة، وأن الوقت ينفد للتوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة النووية الإيرانية.

وفي ظل استمرار الجمود الدبلوماسي والتصعيد العسكري، يظل السؤال الرئيسي حول مدى اقتراب إسرائيل من تنفيذ تهديداتها بشن هجوم على إيران. فبينما تشكل هذه المناورات جزءاً من استراتيجية الردع، إلا أن تنفيذ ضربة عسكرية قد يؤدي إلى اندلاع صراع إقليمي واسع النطاق، مما يزيد من تعقيد الأوضاع في الشرق الأوسط.

ختاماً، تعكس المناورات العسكرية الإسرائيلية استعداداً لتصعيد محتمل، في وقت تتزايد فيه الضغوط على الأطراف المعنية للعودة إلى طاولة المفاوضات وتجنيب المنطقة كارثة حرب جديدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق