إسرائيل تتجه نحو توسيع عملياتها العسكرية في غزة مع تعثر مفاوضات الهدنة وغياب آفاق التسوية
قسم الأخبار الدولية 30/12/2024
تسارعت التطورات في قطاع غزة مع إعلان إسرائيل نيتها توسيع عملياتها العسكرية بعد تعثر مفاوضات الهدنة التي ترعاها أطراف إقليمية ودولية. يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه الخسائر البشرية والمادية، وسط أزمة إنسانية خانقة تعصف بسكان القطاع.
تعثر المفاوضات وتصلب المواقف
فشلت جولات جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة، رغم الوساطات المكثفة التي تقودها مصر وقطر بدعم من الأمم المتحدة. تشير المصادر إلى أن نقاط الخلاف الرئيسية تتركز حول شروط وقف إطلاق النار، وملف الأسرى والمعتقلين، وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية.
في المقابل، شددت الفصائل الفلسطينية على ضرورة وقف القصف الإسرائيلي وضمان تدفق المساعدات بشكل مستدام قبل الحديث عن أي ترتيبات طويلة الأمد. بينما تصر إسرائيل على استكمال عملياتها العسكرية لتحقيق “أهدافها الأمنية”، بما في ذلك القضاء على القدرات الصاروخية للفصائل واغتيال قادتها.
تصعيد عسكري متوقع وتكتيكات جديدة
تستعد إسرائيل، بحسب تصريحات مسؤولين عسكريين، لتوسيع نطاق عملياتها في غزة، مع التركيز على “مناطق استراتيجية” يُعتقد أنها تحتوي على بنى تحتية عسكرية تابعة للفصائل الفلسطينية. ويبدو أن الجيش الإسرائيلي بصدد تكثيف عملياته البرية والجوية، مع اعتماد تكتيكات جديدة لضمان تحقيق أهدافه بأقل خسائر ممكنة.
في المقابل، تستمر الفصائل الفلسطينية في إطلاق الصواريخ باتجاه المدن الإسرائيلية، مع تنفيذ عمليات نوعية تستهدف القوات البرية المتمركزة على أطراف القطاع.
الأزمة الإنسانية تتفاقم وسط استمرار الحصار والقصف
يشهد القطاع أزمة إنسانية خانقة مع استمرار القصف الإسرائيلي وتشديد الحصار على المعابر. تشير التقارير الأممية إلى تزايد أعداد الضحايا المدنيين، وانهيار شبه كامل للبنية التحتية الصحية، مع نقص حاد في الأدوية والمواد الأساسية.
كما تقدر منظمات الإغاثة الدولية أن مئات الآلاف من السكان اضطروا إلى النزوح داخل القطاع، حيث يعيشون في ظروف معيشية كارثية، تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.
المواقف الدولية ودعوات التهدئة
تباينت ردود الفعل الدولية تجاه التصعيد، حيث دعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى ضبط النفس واستئناف المفاوضات بشكل عاجل. بينما اتخذت بعض الدول مواقف أكثر حدة، مطالبةً بوقف فوري لإطلاق النار وفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية.
في هذا السياق، أكدت الأمم المتحدة أنها تواصل جهودها الدبلوماسية المكثفة، لكنها حذرت من أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.
مستقبل الهدنة: بين التحديات والفرص الضائعة
في ظل تشبث كل طرف بمواقفه، تظل فرص تحقيق هدنة مستدامة ضئيلة، بينما يزداد الخوف من أن تؤدي جولة التصعيد الحالية إلى اندلاع حرب واسعة جديدة في المنطقة. ويبقى السؤال الأبرز: هل ستنجح الجهود الدولية في فرض تهدئة أم أن القطاع سيظل عالقاً في دوامة من العنف والدمار؟