أخبار العالمالشرق الأوسط

إسرائيل تبدأ أكبر مناوراتها في الضفة الغربية منذ سنوات تحاكي سيناريو «7 أكتوبر» وتستعد لاحتمال تصعيد متعدد الجبهات

أطلق الجيش الإسرائيلي، صباح الاثنين، مناورات عسكرية واسعة النطاق في الضفة الغربية تحت اسم «زئير الأسد»، في خطوة تهدف إلى رفع الجاهزية الميدانية والاستعداد لسيناريو مشابه لهجوم السابع من أكتوبر 2023 في قطاع غزة. وتمتد المناورات على مدى ثلاثة أيام بمشاركة وحدات من سلاح الجو والقوات الخاصة وهيئة التكنولوجيا واللوجستيات، إلى جانب قوات أمن أخرى.

وأوضح المتحدث باسم الجيش أن التمرين يركّز على التعامل مع سيناريوهات تصعيد ميداني وهجمات محتملة بطائرات مسيّرة أو تسلل مجموعات مسلحة إلى المستوطنات، مع استخدام تقنيات محاكاة متطورة وقدرات استخباراتية عملياتية. وأشار إلى أن هذه التدريبات تندرج ضمن الخطة السنوية للجيش للعام 2025، وتهدف إلى تطبيق استراتيجيات «متعددة الساحات» في ظل التوترات الممتدة من غزة إلى الضفة الغربية والأغوار.

ويشارك في المناورات فرقتا الضفة الغربية و«غلعاد» (96)، التي أُنشئت حديثًا لتأمين الحدود مع الأردن، في أول تدريب ميداني كبير لها. ووفق مصادر عسكرية، يتدرب الجنود على الانتشار السريع والاستجابة للطوارئ، في ظل مخاوف إسرائيلية من تكرار هجمات منسقة قد تستهدف المستوطنات في الضفة الغربية. وقد ناقش رئيس الأركان إيال زامير عشية المناورات «تهديد الطائرات المسيّرة»، ما يشير إلى إدراج هذا التهديد ضمن سيناريوهات المحاكاة.

وتأتي هذه التحركات في وقت تتصاعد فيه الدعوات داخل الحكومة الإسرائيلية لفرض «السيادة» على الضفة الغربية، إذ صرّحت وزيرة المواصلات ميري ريغيف بأن الضم «سيحدث في نهاية المطاف»، رغم إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب رفضه أي خطوات أحادية بهذا الاتجاه.

ويعيش في الضفة الغربية حاليًا نحو 900 ألف مستوطن إسرائيلي بين ثلاثة ملايين فلسطيني، وسط توسع استيطاني غير مسبوق يشمل أكثر من 200 مستوطنة و243 بؤرة غير قانونية. ويرى مراقبون فلسطينيون أن هذه المناورات تحمل بعدًا سياسيًا بقدر ما هي عسكري، إذ تسعى تل أبيب إلى ترسيخ سيطرتها الأمنية على الضفة، في وقت تعتبر فيه السلطة الفلسطينية أن الحديث عن «تهديدات مشابهة لـ7 أكتوبر» ليس سوى ذرائع لتبرير استمرار العمليات الإسرائيلية المكثفة في الأراضي المحتلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق