إسرائيل بين مطرقة الحرب وسندان الإنهيار الاقتصادي
02-11-2023
نتياهو وقادة الجيش
انتقلت الحرب على غزة إلى “مرحلة جديدة”، كما عبر عنه الإسرائيليون، وسط الجدل القائم بشأن مسألة التوغل البري ومداه الجغرافي، وظهور خلافات إسرائيلية داخلية، وعليه يدور الحديث عن حرب سيطول أمدها وقد تتسع، كما يقول موقع “axios” الأميركي، وعلى الجهة المقابلة تتصدى حماس إلى بعض محاولات التوغل البري لغزة.
وفي ظل كل ذلك تحذر الوزارة المالية الإسرائيلية من وصول الاقتصاد الإسرائيلي إلى مرحلة الركود، من الممكن أن يؤدي إلى فوضى اقتصادية شاملة في “إسرائيل”.
هل تؤثر الخلافات الإسرائيلية الداخلية على القرارات العسكرية بشأن غزة؟ وكيف تضغط الخسائر الاقتصادية في تل أبيب على الاقتصاد الإسرائيلي؟
الخلافات الإسرائيلية الداخلية
طفت على السطح خلافات في الكيان المؤقت حول هجوم حماس الذي حدث في السابع من أكتوبر، والإخفاق الاستخباراتي، فنتنياهو يحاول التملص من المسؤولية، ليلقى ردود فعل داخلية قاسية يحدث ذلك بينما تدخل الحرب في مرحلة جديدة وفق وزير الحرب الإسرائيلي “يوآف غالانت” حيث قال بعد اجتماعه مع كبار قادة الجيش يوم السبت، إن إسرائيل “انتقلت إلى مرحلة جديدة في الحرب.
لقد هاجمنا فوق الأرض وتحت الأرض وستستمر العملية حتى إشعار آخر”. وسط مؤشرات تنذر بأن تل ابيب تبتعد عن فكرة التوغل البري الكامل عملاً بنصائح واشنطن التي تحاول “عقلنة” الخيارات الإسرائيلية والتأثير على عملية صناعة القرار الإسرائيلي المضطربة.
في مسألة هجوم السابع من أكتوبر شهدت القيادة السياسية الإسرائيلية لهجات حادّة بين مسؤوليها، خلافُ ظهر على الملأ أضاء “الخط الأحمر”، فلم يتحمل رئيس الوزراء الإسرائيلي الانتقادات الواسعة التي طالته، وعلى منصة “إكس” اندفع ليصب جام غضبه، فتحول الخلاف من داخل أروقة الساسة والمسؤولين الإسرائيليين إلى منصات التواصل الاجتماعي، تدوينة حمّل ناتنياهو فيها رئيس “الشاباك” و”الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية” مسؤولية إغفال عملية طوفان الأقصى “لم يحذرني أحد بشأن هجوم حماس” جملة يرددها ناتنياهو في معظم خطاباته بينما لا تزال الحرب مشتعلة في محاولة نفي أي مسؤولية تقع على عاتقه، وصد الفشل قوبل بهجوم واسع النطاق من داخل حكومة الطوارئ وخارجها أجبرته على حذف التدوينة حيث هاجم الوزير في حكومة الاحتلال الإسرائيلي “بيني غانتس” رئيس الحكومة “بنيامين نتنياهو” بقوله “على نتنياهو التراجع عن تصريحه، والتوقف عن الانشغال بهذه القضية”.
وفي تغريدةٍ عبر موقع “أكس”، “يجب على القيادة أن تُظهر المسؤولية، وتقرر القيام بالأمور الصحيحة، وتعزيز القوات بطريقة تمكّنها من تحقيق ما نطلبه إليها، في حالة الحرب”. أما زعيم المعارضة “يائير لابيد” فقد وصف تصريحات ناتنياهو بأنها “تجاوزت الخط الأحمر” تخرج هذه التصريحات من أصاحب المناصب السياسية العليا في إسرائيل، لتشير إلى تخبط شديد داخل الحكومة وأزمة ثقة بين أقطابها السياسية، جدال يأني في وقت قرر فيه وزير الحرب الإسرائيلي الهجوم على غزة والانتقال إلى “مرحلة جديدة” من الحرب، وفي هذا السياق يبدو أن الأميركي يلعب دور الضابط المؤثر على سير العمليات العسكرية المرتبطة بالخيارات السياسية وعدم دفع الأمور إلى “منزلق إسرائيلي” غير مدروس.
الخسائر الاقتصادية في تل أبيب
مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر ووسط احتمالات تنذر بإطالة أمد الصراع، يبدو الاقتصاد الإسرائيلي أمام اختبار قاسٍ “246 مليون تخسرها إسرائيل يوميًا” هكذا قدر وزير المالية سموترتش بنظرة قاتمة تكلفة الحرب الباهظة، مرجحًا أن تتسبب الحرب على قطاع غزة في حال استمرت لفترة طويلة في تعريض اقتصاد بلاده للركود خلال ما تبقى من العام الجاري، والعام المقبل، لكن الآثار ستكون أكبر بكثير في حال توسعت الحرب لتشمل جبهات أخرى.
مع تصاعد الحرب في غزة يتوقع بنك “جيه بي مورغان تشيس” انكماش اقتصاد إسرائيل 11 في المئة في الربع الأخير من العام 2023 مقارنة بالربع الثالث، (السياسة والاقتصاد شيئان متلازمان) علاوة على ذلك، قوة عاملة مستنزفة بين الالتحاق بصفوف الجيش، وبين من يخشون خطر الصواريخ، على وقع دوي صفارات الإنذار التي لا تتوقف، بالإضافة إلى أزمة في قطاعي السياحة والتكنولوجيا، فمع دخول الحرب أسبوعها الثالث، تواجه نحو 70 في المئة من شركات التكنولوجيا والشركات الناشئة الإسرائيلية اضطرابات في عملياتها حيث أن عدد كبير من موظفيها أبلغوا شركاتهم التحاقهم بالخدمة الاحتياطية.