أخبار العالمالشرق الأوسط

إسرائيل أجبرت مئات الآلاف على النزوح في شمال غزة والأمم المتحدة تحذر من كارثة صحية وإنسانية متفاقمة

قسم الأخبار الدولية 30/05/2025

أجبرت العمليات العسكرية الإسرائيلية شمال قطاع غزة أكثر من 632 ألف فلسطيني على النزوح القسري خلال سبعين يوماً، وفق تقرير أصدره فريق الأمم المتحدة للعمل الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة يوم الخميس. وأوضح التقرير أن إسرائيل أصدرت 30 أمر انتقال جماعي خلال تلك الفترة، مما أجبر السكان على الفرار المتكرر في ظروف قاسية ومهينة، وسط تدهور خطير في الأوضاع الإنسانية.

وسلّط التقرير الضوء على الانعكاسات المأساوية لهذا النزوح، خاصة بعد أن بات 81 في المئة من مساحة قطاع غزة خاضعاً لمناطق عسكرية إسرائيلية أو مشمولاً بأوامر إخلاء منذ 18 مارس الماضي. وأكد التقرير أن العنف الممنهج والمستمر يفاقم الأزمات النفسية والصحية والمعيشية، ويجعل السكان عرضة للرعب الدائم والفوضى.

وأشار التقرير الأممي إلى أن منظومة توزيع المساعدات الإنسانية باتت خاضعة لترتيبات عسكرية لا تراعي كرامة السكان ولا توفر الأمان، بل تعرض المحتاجين لخطر الموت، كما حدث مؤخراً في خان يونس حيث أُصيب العشرات أثناء محاولتهم الوصول إلى الغذاء.

وفي الجانب الصحي، حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن القطاع الطبي ينهار، بعد أن تعرض 94% من المستشفيات لأضرار أو دمار كلي أو جزئي، وانخفض عدد المستشفيات العاملة جزئياً إلى 18 فقط، بينما تراجع عدد مراكز الرعاية الصحية الأولية من 75 إلى 61 مركزاً. كما وثقت المنظمة 29 هجوماً على مؤسسات الرعاية خلال مايو، ما أدى إلى تقويض القدرة على تقديم العلاج.

وغطى التقرير أيضاً الجوانب المنسية من الأزمة، خصوصاً ما تواجهه النساء والفتيات في ظل انعدام الخصوصية والموارد. ففي مناسبة اليوم العالمي للنظافة أثناء الحيض، نبّه التقرير إلى أن أكثر من 700 ألف فتاة وامرأة في غزة يعشن “حالة طوارئ صامتة”، حيث لا تتوفر لهن الأدوات الصحية أو المياه أو المراحيض الآمنة، مما يضطرهن إلى اللجوء لاستراتيجيات تضر بصحتهن وكرامتهن.

ويعاني نحو 90 في المئة من العائلات في غزة من انعدام الأمن المائي، ما يضعها أمام خيارات مؤلمة بين الشرب والطهي والغسل، في وقت تزداد فيه الآثار النفسية عمقاً، خصوصاً لدى الفتيات اللاتي يربطن بين الحيض والخوف والعار والانعزال، وفق ما خلص إليه التقرير الأممي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق