إستدعاء القوة التركية يقود ليبيا والمنطقة إلى المجهول
طرابلس-ليبيا-27-12-2019
نقلت وكالة “رويترز”، عن مسؤول في العاصمة الليبية طرابلس قوله، الخميس، إن حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، طلبت بشكل رسمي من تركيا الحصول على دعم عسكري جوي وبري وبحري لمواجهة الجيش الليبي.
واعتبر عديد المراقبين لتطورات الأوضاع في ليبيا بان السراج بموافقته على استدعاء القوات التركية للتدخل عسكريا ضدّ الإرادة الشرعية التي يمثّلها الجيش العربي الليبي المفوّض من قبل البرلمان الشرعي سيدخل المنطقة في دوامة جديدة من الصراع الدامي والتدمير لمقومات الشعب الليبي ، وقد تنزلق الأمور إلى حدود لايمكن السيطرة عليها .
وكان الرئيس التركي أردوغان، قد قال أمس الخميس إن بلاده سترسل قوات إلى ليبيا بما أن طرابلس طلبت ذلك، وأنه سيعرض مشروع قانون لنشر القوات هناك على البرلمان، في ينايرالمقبل.
وأضاف، في كلمة له، أمس الخميس: أن “تركيا قدمت وستقدم كافة أنواع الدعم لحكومة طرابلس التي تقاتل ضد حفتر المدعوم من دول مختلفة بينها دول عربية”.
وعن لقائه مع الرئيس التونسي قيس سعيد، الأربعاء، قال أردوغان: “ناقشنا المسألة الليبية بكل أبعادها”، مضيفا “وصلنا إلى اتفاق لتقديم الدعم اللازم إلى ليبيا من أجل استقرارها”.
وهددت تركيا مرارا باستخدام القوة العسكرية في ليبيا وذلك بسبب الأوضاع العسكرية التي تتأزم يوما بعد يوم بين الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر والقوات الليبية بقيادة فايز السراج.
وبهذا الصدد، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن: “وفقا للأحداث الجارية في العالم، قد تظهر ضرورة في الحصول على تفويض استخدام القوات المسلحة التركية في ليبيا، وقد يتم اتخاذ القرار وفقا للظروف. .
وأكد قالن، أن البرلمان التركي يعمل في الوقت الراهن على وضع مشروع قانون لهذا التفويض، مطالبا الجيش الوطني الليبي بوقف هجماته على العاصمة طرابلس.
في المقابل،وصف حزب الشعوب الديمقراطي التركي “ اتفاق التعاون الأمني والعسكري مع ليبيا بأنه مثابة مذكرة حرب”، في بيان صادر عنه، قبل مصادقة البرلمان على الإتفاق، وتناقلته العديد من وسائل الإعلام المحلية.
وأضاف الحزب في بيانه موضحا “أن الإتفاقيتين المبرمتين مع حكومة السراج التي تعتبر أحد طرفي الصراع هناك تعني جر تركيا للحرب، لا سيما أن الإتفاقيتين وقعتا في وقت تشهد فيه ليبيا حربا داخلية”.
وتابع البيان “إن اتفاقية التعاون الأمني والعسكري تجعل من تركيا طرفا عسكريا في ذلك الصراع، ولن يقتصر دروها على كونها طرفا سياسيا فحسب، وهذا يعني جعل تركيا في صف حكومة طرابلس فعليا”.
وأشار البيان إلى “أن نظام العدالة والتنمية الحاكم، قام في 18 مايوالماضي، بإرسال كميات كبيرة من الذخيرة والأسلحة الثقيلة، من بينها العربات المدرعة من مخازن الجيش التركي، كدعم مباشر لحكومة طرابلس”، مضيفا وحتى اللحظة لم يصدر عن السلطات التركية أي بيان يوضح كيف أرسلت هذه الأسلحة، ووفق أي إجراء، وعملا بأي اتفاق؟”
وأفادت وكالة (ستيب ) الإخبارية التابعة للمعارضة السورية بأن طائرة تركية أقلعت ليل الأربعاء من مطار ” غازي عنتاب ” جنوب تركيا باتجاه ليبيا وعلى متنها 300 عنصر سوري يرأسهم فهيم عيسى قائد لواء السلطان مراد الموالي لأنقرة.
وفي خضم هذه التطورات،قال نائب رئيس الوزراء في الحكومة الليبية المؤقتة، عبد السلام البدري، إن الشعب الليبي ليس أمامه سوى مقاومة الغزو التركي، مشددا على أن ليبيا “لن تكون جزء من إمبراطورية أحلام أردوغان ، وخسارته في بلدية إسطنبول لن يعوضها بمدينة ليبية”.
وأضاف البدري – في حديث لوكالة أنباء سبوتنيك الروسية ، نقلته أمس الخميس : “إن الليبيين سيقاومون المساس بوحدتهم الوطنية وبسلامة أراضيهم واستقلال قرارهم ، وإن الجيش الوطني العربي الليبي سوف يتصدى للغزو التركي” ، معتبرا تصريحات الرئيس التركي حول وجود مسلحين أجانب يقاتلون في صفوف الجيش الوطني الليبي “شكلا من أشكال الجنون الذي يعاني منه أردوغان منذ فترة”.
واتهم البدري “دول الإسلام السياسي” ، وخاصة تركيا وقطر ، بـ “استخدام جميع الوسائل والسبل المتاحة لهم في سبيل وضع ليبيا تحت أقدام الإسلام السياسي “.
وأضاف: ” إن ما يثير الجدل أن هذه الإتفاقية اشترط فيها أن يتم اعتمادها من البرلمان التركي فقط لكي تصبح سارية المفعول ، وذلك لمعرفة الأتراك أن من وقع معهم الإتفاق هو شخصية عادية ليس له حق تمثيل ليبيا بأي شكل من الأشكال”.”.