أخبار العالمالشرق الأوسط

إرث “داعش”  الخطير في سوريا :هل ينهض التنظيم الإرهابي من جديد ؟

أعاد الزلزال الذي وقع في شهر فيفري 2023 شمال سوريا إلى دائرة الضوء الدولية، وهي منطقة ظلّت بعيدة عن الاهتمام لفترة طويلة.

تظهر خرائط توزيع القوى العسكرية المختلفة مساحات خاضعة لسيطرة داعش و يتحرك فيها التنظيم ، ففي شمال سوريا توجد سجون يصعب تأمينها يقبع فيها مقاتلون سابقون من داعش و الجيل القادم من الجهاديين يترعرع بين أطفالهم. لكن هل  يمكن لتنظيم داعش الذي هُزِم هنا عسكريا، أن يستعيد قوته في معقله، وهو ما سيكون له عواقب دولية وخيمة.

داعش يعيد بناء تنظيمه في البادية السورية

في عام 2022 تكرر سيناريو خطير في شمال شرق سوريا وهي  المنطقة التي تسكنها أغلبية كردية، وتتمتع بحكم ذاتي في شمال شرق سوريا  .

“روجافا “هي اقليم كردي أصبحت منذ هزيمة تنظيم داعش موطنا لأكبر سجن لمقاتليه وكذلك أكبر المخيمات التي تعيش فيها نساؤهم وأطفالهم.

كثيرون منهم من البلدان الغربية، والتي ترفض السماح لهم بالعودة إليها و هناك خشية من أن جيلا جديدا من الجهاديين في طور التكوّن في معسكرات الاعتقال والسجون.

ففي هذا المكان ،صحيح ان داعش قد منيت بخسارة كبيرة  ولكن من الناحية العسكرية فقط فإيديولوجية التنظيم وتنظيمه لم يختفيا…لأن التنظيم يبحث عن “الأرض” مجددا ولا زالوا نشطين”.

ينتشر عناصر التنظيم في محيط جبل البشري بريف الرقة والرصافة ومناطق آثريا والرهجان المتصلة بريف حماة الشرقي، إضافة لبادية السخنة وتدمر بريف حمص الشرقي، وبادية دير الزور

 يقدر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن عدد عناصر التنظيم بنحو 2000 مسلح بعتادهم العسكري، ويستفيدون من طبيعة البيئة الصحراوية في البادية السورية “فهي مناطق مكشوفة تمكنه من تنفيذ الهجمات العسكرية المباغتة ونشر الألغام ونصب المكامن والكر والفر”، مضيفاً أن التنظيم يسعى إلى إثبات قدراته وأنه لا يزال قادراً على شن الهجمات على رغم هزيمته وإنهاء سيطرته على مناطق مأهولة بالسكان في مارس 2019 خلال معركة الباغوز

تركيا تدخل عسكريا

 تستطيع القوات الأمنية حراسة المعسكرات والسجون من الخارج، لكنها لا تستطيع السيطرة على ما يجري داخلها.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يقاتل الأكراد في شمال شرق سوريا منذ أعوام. ويصف وحدات حماية الشعب الكردي التابعة لها بأنها “منظمة إرهابية” وهو ذات التصنيف المعتمد من قبل المجلس التابع للأمن الدولي .

 وينفذ الجيش التركي هجمات بطائرات مسيرة بصورة متكررة على منطقة روجافا.

لذاك تبحث تركيا عن  الطريقة المناسبة للتعامل مع مقاتلي داعش وأطفالهم الذين ترعرعوا في المعسكرات، ويمكن أن يتحولوا لمقاتلين متعصبين لجذورهم دون وهم في المستقبل داعش من جديد. لقد اختارت تركيا النهج العسكري .

روسيا تسعى الى شل الهجمات

استفاد تنظيم “داعش” من المساحات الواسعة والنائية إلى جانب الطبيعة الوعرة في الصحراء السورية التي أصبحت أبرز مخابئ التنظيم ومنطلق عملياته ضد القوات الحكومية وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” في وقت تسعى فيه حملات عسكرية روسية في القضاء عليه أو شل هجماته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق