إدارة “المغادرة الطوعية” للفلسطينيين تثير جدلاً واسعاً وسط مخاوف من عرقلة إعمار غزة

قسم الأخبار الدولية 26/03/2025
أثار قرار الحكومة الإسرائيلية إنشاء إدارة خاصة لتسهيل “المغادرة الطوعية” للفلسطينيين من قطاع غزة موجة رفض عربية ودولية، وسط تحذيرات من أن الخطوة قد تعيق تنفيذ الخطة المصرية العربية لإعادة إعمار القطاع. ورأى خبراء أن هذا القرار يأتي ضمن تحركات إسرائيلية تهدف إلى تقويض المساعي الدبلوماسية الرامية لتحقيق الاستقرار.
تحركات إسرائيلية تثير القلق
كشف مصدر مصري مطلع أن القاهرة تعتبر الخطوة الإسرائيلية محاولة لعرقلة الجهود الدولية التي حظيت بدعم واسع من المجتمع الدولي، مشيرًا إلى أن مثل هذه الطروحات المتطرفة تصدر من الجانب الإسرائيلي بين الحين والآخر لتعطيل مسارات التفاوض. وأوضح المصدر أن مصر تجري اتصالات مكثفة مع القوى الدولية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، لتوضيح خطورة الموقف الإسرائيلي وتداعياته المحتملة على المنطقة بأسرها.
إدانات عربية ودولية
أثار القرار الإسرائيلي إدانات واسعة، إذ أكدت الخارجية المصرية أن “التهجير القسري للفلسطينيين تحت القصف ومنع المساعدات يعد جريمة بموجب القانون الدولي”. كما شددت السعودية على أن السلام العادل لا يمكن تحقيقه دون حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة وإقامة دولتهم المستقلة.
بدورها، نددت رابطة العالم الإسلامي بالإجراء الإسرائيلي، معتبرةً أنه يمثل “انتهاكًا صارخًا للقوانين والأعراف الدولية”. وتزامن ذلك مع رفض أوروبي، حيث أكد رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، خلال اتصال مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، دعم بلاده للخطة العربية لإعمار غزة، مشددًا على رفض تهجير الفلسطينيين وضرورة تنفيذ حل الدولتين.
حكومة نتنياهو في أزمة داخلية
يرى خبراء أن قرار “المغادرة الطوعية” يأتي في سياق الأزمة الداخلية التي تعانيها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي تواجه ضغوطًا متزايدة على المستويين السياسي والعسكري. واعتبر الدكتور محمد مجاهد الزيات، مستشار المركز المصري للفكر والدراسات، أن الخطوة الإسرائيلية “ليست سوى محاولة لصرف الأنظار عن التعثر الداخلي الذي تعانيه حكومة نتنياهو، التي تعد الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل”.
من جانبه، أكد المحلل السياسي السعودي، الدكتور محمد الحربي، أن إسرائيل باتت “منعزلة دوليًا بسبب سياساتها”، معتبرًا أن الإعلان عن “إدارة للمغادرة الطوعية” محاولة لفرض واقع جديد يتعارض مع قرارات المجتمع الدولي. وأضاف أن “المجتمع الدولي لن يقبل بمثل هذه السياسات، وستظل الخطة المصرية العربية لإعمار غزة الإطار الأكثر واقعية وقابلية للتنفيذ”.
إعادة الإعمار والتحديات المقبلة
يأتي هذا التصعيد الإسرائيلي في وقت تعمل فيه الدول العربية على تنفيذ خطة شاملة لإعادة إعمار غزة، في إطار جهود عربية ودولية واسعة لإرساء الاستقرار في القطاع. ويؤكد المراقبون أن نجاح هذه الخطة يعتمد على تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة محاولات عرقلة المشروع، الذي يعد جزءًا أساسيًا من الحل السياسي الشامل للقضية الفلسطينية.