أمريكاأوروبابحوث ودراسات

إجتماع الرياض: موافقة روسية لوقف إطلاق النار في أوكرانيا

في 25 مارس 2025، عقدت أوكرانيا والولايات المتحدة مشاورات فنية ثنائية في الرياض، المملكة العربية السعودية، وركز جدول الأعمال على عدة قضايا:

  • أمن الطاقة والبنية التحتية الحيوية، والملاحة الآمنة في البحر الأسود، وإطلاق سراح السجناء والأطفال الأوكرانيين وعودتهم. وكان الاجتماع جزءًا من سلسلة مشاورات بدأتها أوكرانيا، ووصفه المسؤولون الأوكرانيون بأنه استمرار للمناقشات السابقة التي عقدت مع الولايات المتحدة في جدة.
  • ووفقًا لوزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف، تُجرى المشاورات تماشيًا مع تعليمات رئيس أوكرانيا بالعمل من أجل سلام عادل وضمان أمن البلاد. وصرح عمروف بأن موقف أوكرانيا في هذه المناقشات لا يزال صادقًا وشفافًا ومتسقًا.

مشاورات فنية ثنائية في جدة

وفي مارس 2025، أجرت الولايات المتحدة وأوكرانيا مشاورات فنية ثنائية في جدة، المملكة العربية السعودية بهدف تعزيز جهود السلام في الصراع الدائر مع روسيا.

وخلال هذه المناقشات، وافقت أوكرانيا على وقف إطلاق نار اقترحته الولايات المتحدة لمدة 30 يومًا، بشرط موافقة روسيا. وقد أدى هذا الاتفاق إلى استئناف المساعدات العسكرية الأمريكية وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا. وأكد المسؤولون الأوكرانيون أن نجاح هذه المبادرة يعتمد على التزام روسيا بوقف الأعمال العدائية.

لاحقًا، في 18 مارس، وعقب اتصال هاتفي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وافقت روسيا على وقف الهجمات على البنية التحتية للطاقة الأوكرانية لمدة شهر، ووافقت على بدء مفاوضات لوقف إطلاق نار أوسع نطاقًا.

وتوجت هذه التطورات بمزيد من المفاوضات التي شارك فيها مسؤولون أمريكيون وروس وأوكرانيون في الرياض، المملكة العربية السعودية. وركزت على إرساء وقف إطلاق نار بحري في البحر الأسود، ومعالجة أمن البنية التحتية الحيوية.

وشكلت مشاورات جدة نقطة محورية في عملية السلام، إذ مهدت الطريق لحوارات لاحقة تهدف إلى التوصل إلى حل شامل ودائم للصراع.

 النتائج المتفق عليها

  • التزمت جميع الأطراف بضمان سلامة الملاحة في البحر الأسود ومنع استخدام القوة، ومنع استخدام السفن التجارية لأغراض عسكرية. وأكد الوفد الأوكراني أن أي تحرك للسفن العسكرية الروسية خارج الجزء الشرقي من البحر الأسود سيفسر على أنه انتهاك لمقاصد الاتفاق ويشكل تهديدًا للأمن القومي لأوكرانيا. وفي مثل هذه الظروف، صرحت أوكرانيا بأنها تعتبر نفسها مخولة بممارسة حقها في الدفاع عن النفس.
  • اتفقت الأطراف على البدء في وضع تدابير لتنفيذ اتفاق الرئيسين السابق بشأن حظر توجيه ضربات إلى منشآت الطاقة في كل من أوكرانيا وروسيا.
  • رحّبت جميع الأطراف بمشاركة دول ثالثة للمساعدة في تنفيذ ترتيبات الطاقة والنقل البحري.
  • أعرب المشاركون عن عزمهم على مواصلة الجهود لتحقيق سلام دائم ومستدام.
  • جددت الولايات المتحدة دعمها لأوكرانيا في مساعيها لتبادل أسرى الحرب، والإفراج عن المعتقلين المدنيين، وإعادة الأطفال الأوكرانيين الذين نُقلوا قسرًا.
  • ولتنفيذ هذه الترتيبات بفعالية، اتفقت الأطراف على ضرورة إجراء مشاورات فنية إضافية لوضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل التشغيلية، وآليات الرصد، وتدابير التنفيذ.

البحر الأسود

لا يزال البحر الأسود منطقة ذات أهمية استراتيجية لكل من أوكرانيا وروسيا. فبالنسبة لروسيا، يلعب أسطول البحر الأسود دورًا محوريًا في التحكم البحري، وقدرات إطلاق الصواريخ، ودعم العمليات العسكرية.

وقد شكّلت قاعدته في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا عام 2014، مركزًا رئيسيًا للعمليات البحرية. أما بالنسبة لأوكرانيا فإن الوصول إلى البحر الأسود ضروري للحفاظ على الطرق البحرية التجارية وخاصةً لصادرات الحبوب، وللدفاع الوطني، إذ إن السيطرة على هذه المنطقة تؤثر على ديناميكيات الأمن الأوسع.

منذ بدء الصراع في فبراير 2022، استهدفت القوات الأوكرانية وألحقت أضرارًا بجزء كبير من أسطول البحر الأسود الروسي. وبحسب ما ورد دمرت الهجمات الأوكرانية أو ألحقت أضرارًا بما لا يقل عن 24 سفينة روسية.

ويشمل ذلك غرق الطراد موسكفا، السفينة الرئيسية للأسطول، في أبريل 2022 وكانت خسارة موسكفا هي الأكبر للبحرية الروسية منذ الحرب العالمية الثانية.

كما أثرت الضربات الأوكرانية الإضافية على أصول بحرية أخرى. في مارس 2022، تضررت سفن الإنزال من فئة روبوتشا ساراتوف وسيزار كونيكوف ونوفوتشركاسك خلال هجوم في ميناء بيرديانسك.

وفي 14 فبراير 2024، أفادت التقارير أن سفن السطح الأوكرانية غير المأهولة أغرقت سيزار كونيكوف. وفي 13 سبتمبر 2023، ألحقت ضربة صاروخية أوكرانية على قاعدة سيفاستوبول البحرية أضرارًا بسفينة الإنزال مينسك، وهي سفينة أخرى من فئة روبوتشا، بالإضافة إلى غواصة روستوف أون دون من فئة كيلو.

نتيجةً لهذه الضربات المتكررة، أجرت روسيا تعديلات على انتشارها البحري نقلت العديد من سفنها من قاعدة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم إلى ميناء نوفوروسيسك في شرق البحر الأسود.

أسطول البحر الأسود

وقدّرت وزارة الدفاع البريطانية أنه بحلول مارس 2024، أصبح أسطول البحر الأسود “غير نشط وظيفيًا” بسبب هذه الهجمات المستمرة. ويشير هذا النقل والتغيير في الموقف إلى تحول استراتيجي من جانب روسيا ردًا على العمليات البحرية الأوكرانية.

ويمثل اتفاق 25 مارس خطوة نحو الحد من المخاطر في البحر الأسود ومع ذلك، فإن استمراره سيعتمد على كيفية تنفيذ الالتزامات وما إذا كانت الأطراف المعنية تحافظ على التزامها بالشروط المتفق عليها.

ومن المقرر إجراء المزيد من المشاورات الفنية لتوضيح تدابير التنفيذ والرصد المتعلقة بالاتفاقيات التي تم التوصل إليها في الرياض.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق