إبادة جماعية ونهب وحشي.. دراسة تكشف حصيلة استعمار بريطانيا الهند
نيودلهي-الهند-19-12-2022
كشفت دراسة علمية عن كيفية تأسيس النظام الرأسمالي العالمي على الإبادة الجماعيّة الأوروبيّة للشعوب، والتي ألهمت فيما بعدُ هتلر وموسوليني وأدّت إلى نشوء الفاشيّة.
أكدت دراسة علمية نشرت حديثاً، أنّ الاستعمار البريطاني تسبب في مقتل ما يقرب من 165 مليون شخص في الهند من عام 1880 إلى عام 1920.
ووفقاً للدراسة، التي نشرها عالم الأنثروبولوجيا الاقتصادية جيسون هيكيل، في المجلّة الأكاديمية World Development
فإن هذا الرقم أكبر من إجمالي عدد القتلى في الحربين العالميتين.
وبحسب الدراسة، لا يشمل هذا الرقم عشرات الملايين من الهنود الذين ماتوا في مجاعات من صنع الإنسان تسببت فيها الإمبراطورية البريطانية.
ففي مجاعة البنغال سيئة السمعة في عام 1943 ، مات ما يقدر بنحو 3 ملايين هندي جوعاً ، بينما صدرت الحكومة البريطانية الطعام، وحظرت واردات الحبوب.
ووجدت الدراسة، أنّ “مجاعة البنغال لم تكن نتيجة لأسباب طبيعية، بل كانت نتاج سياسات رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل.
وقام السياسي الهندي شاشي ثارور، الذي شغل منصب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، بتوثيق جرائم الإمبراطورية البريطانية، لا سيّما في عهد تشرشل، مؤكدا أن هذا الأخير” يداه ملطختان بالدماء مثل هتلر “. وأشار إلى “القرارات التي وقعها تشرشل شخصياً خلال مجاعة البنغال عندما توفي 4.3 مليون شخص بسبب القرارات التي أقرّها”.
وتقول الدراسة إنّه في الفترة من 1880 إلى 1920 – ذروة القوّة الإمبراطورية البريطانية – كانت الهند مدمّرة، إذ تكشف التعدادات السكانية الشاملة التي أجراها النظام الاستعماري في بداية ثمانينيات القرن التاسع عشر، أنّ معدل الوفيات زاد بشكل كبير خلال هذه الفترة ، من 37.2 حالة وفاة لكل 1000 شخص في ثمانينيات القرن التاسع عشر، إلى 44.2 حالة وفاة في عام 1910 كما أنّ متوسط العمر المتوقع انخفض من 26.7 سنة إلى 21.9 سنة.
• انخفاض متوسط العمر المتوقع في الهند خلال فترة الاستعمار البريطاني
وتضيف الدراسة أنّ هذه الجرائم التي ارتكبتها الإمبراطوريات الأوروبية خارج حدودها- أدولف هتلر وبينيتو موسوليني- ، أدّت إلى ظهور أنظمة فاشية ارتكبت جرائم إبادة جماعية مماثلة داخل حدودها.
سرقة ما لا يقل عن 45 تريليون دولار من الثروة الهندية
وتشير الدراسة، إلى أنّه خلال 200 عام من الاستعمار، سرقت الإمبراطورية البريطانية ما لا يقل عن 45 تريليون دولار من الثروة من الهند.
وخلال عامي 1765 و 1938 ، بلغ حجم الاستنزاف 9.2 تريليون جنيه إسترليني (ما يعادل 45 تريليون دولار) ، مع أخذ فائض الصادرات الهندية كمقياس، ومضاعفته بمعدل فائدة 5 بالمائة..
وتقول الدراسة،”نظراً لأنّ بريطانيا أخذت جميع الأرباح، فإنّ الركود الذي شهدته البلاد لم يكن مفاجئاً. وتتابع: “مات الناس العاديون مثل الذباب بسبب نقص التغذية والمرض”.
وتقول الدراسة، إنّ ” النظام الرأسمالي الحديث لم يكن ليوجد بدون الاستعمار والاستنزاف”.
ففي منتصف القرن التاسع عشر ، كانت بريطانيا تعاني من عجز في الحساب الجاري مع أوروبا وأمريكا الشمالية..
وتساءلت الدراسة بالقول : “كيف كان من الممكن لبريطانيا أن تمتلك هذا القدر من الرأسمال الذي ذهب لبناء السكك الحديدية والطرق والمصانع في الولايات المتحدة وأوروبا القارية”؟
وتضيف أنّ “بريطانيا عملت على تسوية عجز ميزان المدفوعات مع هذه المناطق من خلال الاستيلاء على الذهب والفوركس وتمّ وضع كل النفقات غير العادية مثل الحرب أيضاً على الميزانية الهندية، وكل ما لم تتمكن الهند من الوفاء به من خلال أرباح الصرف السنوية تمّ إظهاره على أنّه مديونيتها ، والتي تراكمت عليها على شكل فوائد.