أخبار العالمالشرق الأوسطبحوث ودراسات

أي قوة عسكرية لحزب الله اللبناني ؟ “إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت”

يدرك الكيان الإسرائيلي المؤقت أكثر من أي وقت كان أن المقاومة الإسلامية في لبنان-حزب الله، هي في أتّم الجاهزية، لتنفيذ واجبها المحتوم في حرب طوفان الأقصى وفي حماية حقوق لبنان من الثروات النفطية والغازية. 

أن إرباك أمن إسرائيل وحليفتها امريكا بعد تحذير الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله قد رافقه إجراءات ميدانية تحضيرية لتنفيذه. وهذا ما تؤكده إجراءات جيش الاحتلال الاحترازية الأخيرة، والتي يجري دعمها حالياً بقطع بحرية أمريكية وفرنسية وطائرات تجسس بريطانية وتابعة لحلف شمال الأطلسي الناتو لنرى أن الوعد قد صدق اذ تمطر جماعة حزب الله الأهداف الإسرائيلية بسحاب من صواريخ في عمق الأهداف و القواعد الصهيونية    .

   ويعد جنوب لبنان منطقة صراعات مسلحة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني الذي يتمتع بقاعدة قوية جدا سواء من الناحية السياسية أو العسكرية كما يحضى بحاضنة شعبية واسعة، وإذ يمتد جنوب لبنان من صيدا حتى الناقورة على الساحل الشرقي للبحر المتوسط كان من ميزات الحزب تعدد الطوائف والمذاهب التي تسكنه، وهناك تقع الحاضنة الشعبية الأهم لحزب الله اللبناني.

ورغم وجود قوات دولية لمراقبة وقف إطلاق النار بعد حرب عام 2006، فإن الوضع الأمني لم يستقر هناك لأن حزب الله وفق خبراء في الميدان تأتي في المرتبة الثانية لقوائم العدو المهددة للأمن الإسرائيلي بعد فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة، حماس وحتى الساعة تدور معارك ضارية تشنها الجبهة اللبنانية بقيادة حزب نصر الله اللبناني اذ تتصاعد وتيرة الحرب ضد العدو الصهيوني والأهداف الإسرائيلية كحرب هي الأعتى على الحدود منذ بدأ عملية طوفان الأقصى بالمقابل فأن علاقة حزب الله بإيران تتسم بالتوازن والدعم الا وان لأمريكا وإسرائيل استراتيجيات أخرى  قائمة على المراقبة وجمع المعلومات الاستخبارية اذ يقوم الأسطول الخامس كما  تقوم البحرية بجمع المعلومات الاستخبارية عن الأنشطة في المنطقة، ومراقبة التهديدات المحتملة وتوفير معلومات قيمة لصانعي السياسات والقادة العسكريين الإسرائيليين بينما يسعى السيد حسن نصرالله بقلب المعادلة حينما يصف العدو بأوهن من بيت العنكبوت فأي قدرات لمحور جزب الله اللبناني في حرب الشرق الاوسط  ؟ 

يمتلك حزب الله ترسانة أسلحة ضخمة لا يعرف حجمها تحديدا، لكن نشاطه المسلح وتصريحاته وبعض الأبحاث تشير إلى أن هذه الترسانة تتطور وتتوسع باستمرار، حتى وصفته تقارير لمراكز بحثية أميركية أنه “أضخم جماعة مسلحة في العالم” قادرة على بلوغ عمق إسرائيل. وضمن ما يعرف بـ”محور المقاومة” يعتبر حزب الله الحركة الأكثر خبرة وتنظيما وتسليحا، وقد أسهم بنقل خبراته إلى باقي الجماعات التي تشكل هذا “المحور”.

يتلقى حزب الله المال والسلاح بشكل رئيسي من إيران، وتعد حرب 2006 التي خاضها الحزب مع إسرائيل، النقطة التي نقلت ترسانة الحزب لمستوى متطور جدا فحينها كان يملك فقط 15 ألف صاروخ وتضاعف هذا العدد 10 مرات، كما عززت مشاركته إلى جانب النظام السوري في مواجهة الحرب التي اندلعت بسوريا عام 2013 أسلحته “كميا ونوعيا”وتشير بعض التقديرات في عام 2021 إلى أن صواريخ الحزب تجاوزت 130 ألفا، ويعتمد في استخدامها على تقنية “هجوم الأسراب” .

مئة ألف مقاتل مدربين ومسلحين هو عدد القوة البشرية المرجحة للحزب، ويشمل على الأرجح جنود الاحتياط وغيرهم ممن تلقوا دورات تدريبية.

اما قوة “الرضوان”  فهي تمثل قوات النخبة في حزب الله من حيث الجاهزية ونوعية السلاح والقدرة القتالية العالية وفرقة الرضوان وحدة درّبت على القتال في ظروف قاسية ومناطق وعرة، لذا حتى اختبارات الانضمام لها تعد شاقة وطويلة ومعقدة، ويتلقى متدربوها تدريباتهم في لبنان وخارجها  ويقدر تعدداهم بـ2500 مقاتل .

يستعمل الحزب الأنفاق الاستراتيجية والمخابئ في عمله العسكري، إذ يتحرك فيها عناصره وبعضها عابر للحدود، تقول عرقجي “منذ حرب 2006، وسّع حزب الله بشكل كبير ترسانته كميا ونوعيا”، مشيرة إلى أنه كان يمتلك 15 ألف صاروخ حينها، لكن التقديرات تبين أن “العدد تضاعف نحو 10 مرات” عام 2023، وبات الحزب يمتلك أسلحة “متطورة أكثر” بينها صواريخ دقيقة كما

يمتلك صواريخ دقيقة تمكنه من “ضرب أهداف بدقة أكبر وهامش خطأ أقل” لتدمير لائحة أهداف من بينها مطارات مدنية وعسكرية وقواعد سلاح الجو ومحطات توليد الكهرباء ومحطات المياه مع مجموعة من البنى التحتية ومصافي النفط وأهمها “مفاعل ديمونا”.

كما يملك حزب الله منصة مزدوجة للصواريخ الموجهة سميت “ثأر الله”، كانت قد دخلت للخدمة عام 2015  وهي منظومة أسلحة مضادة للدروع تتألف من منصتي إطلاق مخصصة لرماية صواريخ “الكورنيت”، وللمنظومة قدرة على إصابة الأهداف بدقة وتدميرها وقد استعمل حزب الله صواريخه الموجهة في معظم عملياته ضد المواقع الإسرائيلية الحدودية في بدايات معركة طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة منذ السابع من اكتوبر.

شكلت صواريخ أرض-أرض غير الموجهة الجزء الأكبر من ترسانة حزب الله خلال حرب 2006، وتطورت من حينها تدريجيا من بينها صواريخ غراد وصواريخ “الكاتيوشيا” ويتراوح مداها بين 4 كيلومترات و40 كيلومترا، و”فجر3″ و”فجر5″، والتي يبلغ مداها بين 43 و75 كيلومترا، وصواريخ رعد ويتراوح مداها بين 60 و70 كيلومترا وسلاح أرض-جو.

قدرات وصواريخ حزب الله أرغمت إسرائيل على جعل طائراتها ومروحياتها تقلع على ارتفاعات عالية ويمتلك حزب الله صواريخ مضادة للسفن الصواريخ المضادة للدبابات و طائرات مسيرة بأحجام مختلفة، منها طائرات تجسس وأخرى تحمّل بذخائر اثبتت مدى نجاعتها في تحطيم العتاد العسكري الصهيوني ردا على عملية السيوف الحديدية الصهيونية .

حزب الله، لديه القدرة على شن هجمات على إسرائيل، وقد فعل ذلك في الماضي ويعد حزب الله أحد أقوى الجهات الفاعلة غير الحكومية وأكثرها نفوذاً في الشرق الأوسط، وينصب تركيزه الأساسي على إسرائيل اذ تتالى ردود افعال دولية بخصوص القدرات التي تمتلكها حزب الله في ارباك امن اسرائيل بناءا على ماله من قدرات.

يمتلك حزب الله قوة عسكرية مدربة جيداً ومجهزة تجهيزاً جيداً، بما في ذلك المشاة والقوات الخاصة، وشبكة من الأنفاق والمواقع الدفاعية في جنوب لبنان ولديه القدرة على شن غارات برية وحرب العصابات.

يتمتع حزب الله بخبرة في القيام بعمليات عسكرية ضد إسرائيل، حيث شارك في صراعات مع إسرائيل في الماضي، مثل حرب لبنان عام 2006.

يتلقى حزب الله دعماً كبيراً من إيران، بما في ذلك المساعدات المالية والأسلحة والتدريب. وتعتبر إيران راعياً رئيسياً للحزب، وهذا الدعم يعزز قدرات حزب الله.

تساهم التوترات الإقليمية المستمرة بين إسرائيل وحزب الله ومؤيديه في إيران في احتمال نشوب صراع ومن المهم أن نلاحظ أن الوضع في المنطقة معقد، وأي صراع بين حزب الله وإسرائيل يمكن أن يكون له آثار كبيرة على الاستقرار الإقليمي والأمن الدولي.

لقد انخرط الجانبان في دائرة من الأعمال العدائية، ولهما مصلحة في ردع الطرف الآخر وقد سعت الجهات الفاعلة الدولية إلى منع المزيد من التصعيد والحفاظ على وقف إطلاق النار في المنطقة.

من الواضح أن هدف هذه المواجهات كان مشاغلة “إسرائيل”، وفق قادة الحزب أنفسهم، وإجبار جيشها على البقاء مستنفرًا وقلقًا على الحدود وأن يوزع جهده ما بين الجبهة الشمالية مع لبنان، التي خصص لها ثلاث فرق، والجبهة مع غزة التي خصص لها خمس فرق وتأتي هذه التكتيكات .والتي أكدها رئيس حزب الله اللبناني نصرالله  على اعتبار وان الجبهة التي فُتحت من لبنان، دفعت إسرائيل لتضع على الحدود ما يوازي ثلث جيشها وثلث قواتها اللوجستية ونصف قدراتها البحرية وقدرات الدفاع الصاروخي، وربع القوات الجوية.  وحيث يضيف السيد نصر الله مهددا اسرائيل وان “عمليات المقاومة في الجنوب تقول لهذا العدو الذي قد يُفكِّر في الاعتداء على لبنان أو بعملية استباقية، إنها سترتكب أكبر حماقة في تاريخ وجوده”.

وفق سردية خطاب نصر الله لعلاقة الحزب بالمقاومة وقواها بعد عملية “طوفان الأقصى”، وهي تقوم على علاقة الدعم والتأييد، والأخذ بالاعتبار أن كلًّا من قوى المقاومة مسؤول ومستقل بقراراته، وأن “وحدة الساحات” أو “المحور” تكون بمراكمة الأسباب التي توحد “الساحات” والتنسيق بينها. إن صياغة سردية جديدة للمقاومة وإعادة التموضع فيها ليس جديدًا على حزب الله، وهو يفعل ذلك وفعله في منعطفات عدة من أهمها: بعد “الانسحاب” الإسرائيلي، عام 2000، من جنوب لبنان فأعاد تعريف علاقته بفلسطين والتزم الحدود اللبنانية حدًّا لمقاومته. في الوقت الذي تتعرض فيه لبنان الى إستهداف ممنهج من الكيان الصهيوني على مستوى الحدود الجنوبية من قصف  تتصاعد حدة الرد من المقاومة اللبنانية ضد قواعد عسكرية صهيونية متمركزة  اذ شهدت مناطق شمالي إسرائيلي قصفا مكثفا مصدره الأراضي اللبنانية، في استمرار للتوترات بالمنطقة الحدودية بين البلدين. ووصف الإسرائيلي القصف بأنه “الأعنف منذ بداية الحرب”، حيث تم إطلاق ما لا يقل عن 50 صاروخا من  لبنان تجاه منطقة الجليل الأعلى.

الحديث عن علاقة حزب الله مع إيران يختلف كثيرا عن الحديث حول حماس، هناك عوامل وقواسم “عقائدية ومذهبية” مشتركة، وهذا يعني إن العلاقة بين الطرفين هي علاقة متماسكة. وتأتي أهمية حزب الله أكثر بسبب الموقع الجغرافي جنوب لبنان والذي يمثل تهديداً مباشر لإسرائيل وهذا ماكشفته التجارب سابقة.

لذا فأن لم يكن حزب الله جبهة مواجهة مفتوحة، فهو يمثل مصدر إرباك واشغال لإسرائيل، أما متى وكيف يتم فتح جبهة جنوب لبنان ضد إسرائيل أو ربما طرد قوات اليونوفيل الأممية في لبنان، يعتمد على مدى الربح والخسارة في أي مواجهة أو حرب مرتقبه مع إيران وهنا يتوجب التوقف عند مصالح إيران القومية وهي رفع العقوبات الأمريكية والوصول إلى اتفاق حول الملف النووي الإيراني خمسة زائد واحد وهذه تمثل أولوية عند إيران قبل كل شيء هذه الحقائق تجعل إيران تتأنى كثيرا بعدم الانخراط بالحرب على الأقل بصورة مباشرة الا ان ما تقدمه ايران من دعم مادي و عسكري ولوجستي يضاهي الكثير وهو مالك تفصحه عنه السلطات الإيرانية حتى اليوم

 ورقات كثيرة لازالت تخفيها محاور المقاومة المسلحة من حماس الى حزب الله، وحزب الله بما تمتلكه من عتاد عسكري جعله يصنف بالأخطر على أمن اسرائيل ولكنه ايضا تهديد حقيقي لأمريكا وبدعم ايراني على مستوى أمن الملاحة العالمي لذلك فأن الحرب التي وقد تنتقل في أي لحظة الى حرب اقليمية قد تجرنا معها الى الحديث عن إحداث تصعيد إقليمي لتغيير وضعها الإقليمي وقواعد اللعبة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق