أخبار العالمالشرق الأوسط

أيام صعبة أمام بغداد في ظل رفض قوى موالية لإيران نتائج الإنتخابات


بغداد-العراق-13-10-2021

جاءت مشاركة العراقيين بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية ضعيفة ، مما يعكس الاستجابة الكبيرة لدعوات المقاطعة.

وأعلنت السلطات العراقية إتمام الانتخابات بـ”نجاح وسلاسة”.

ورفضت قوى عراقية متحالفة مع إيران الإقرار بهزيمتها في الانتخابات، التي جرت الأحد الماضي، وأطلقت تهديدات بـ “تصحيح المسار”، وأشارت النتائج الأولية الرسمية إلى حلول “التيار الصدري” في المرتبة الأولى بفوزه بـ 73 مقعداً، يليه تحالف “التقدم” السني بزعامة محمد الحلبوسي، وتقدُّم جماعات من الحراك الشعبي والمستقلين.
وأصدرت الهيئة التنسيقية لـ”قوى المقاومة” التي تضم قوى متحالفة مع إيران،من بينها تحالف “الفتح” بقيادة هادي العامري و”عصائب أهل الحق” وكتائب “حزب الله”، بياناً ندّد بحصول “تلاعب”.. وأكد موقعو البيان أنهم سيلجأون إلى الطعن بالنتائج. وكان العامري، الذي خسر تحالفه 33 مقعداً دفعة واحدة، رفض القبول بالنتائج “مهما يكن الثمن”.
وعلى عكس الفصائل المقربة من طهران، أقرت بنزاهة العملية قوى عراقية تكبّدت خسائر انتخابية ثقيلة، مثل تحالف عمار الحكيم ورئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، الذي حصل فقط على 4 مقاعد
وقالت مصادر إن أمام بغداد أياماً صعبة، لأن الفصائل ستقوم بالتصعيد متبعة أساليب مختلفة، كلامية وغيرها.
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، حذر، أمس الأول، من التدخل في عمل مفوضية الانتخابات أو الضغط عليها من الداخل أو الخارج، موجهاً تحذيراً إلى “السلاح المنفلت”.

وتظهر قراءة أولية في نتائج الانتخابات الرغبة الشعبية في التجديد والتغيير مع تراجع التأثير الإيراني والأميركي في العراق.

أما خسارة ائتلاف “النصر” بزعامة حيدر العبادي و”تيار الحكمة” برئاسة عمار الحكيم فيدل أيضاً على أن التيار الموالي لأميركا الذي كان يملك 61 مقعداً قد مُني بخسارة فادحة عبر حصوله على 4 مقاعد فقط. ويعني ذلك، بحسب المصادر، أن تأثير إيران والولايات المتحدة سيصبح أقل في العملية السياسية خلال المرحلة المقبلة.

وأبدى عدد من الأكاديميين والمحللين السياسيين الكويتيين تفاؤلهم حيال مخرجات الانتخابات التشريعية العراقية، معتبرين أن فوز كتل وأحزاب لها نظرة عروبية سيعمل على تقوية أواصر العلاقات الثنائية بين العراق وجميع دول الجوار، بما فيها الكويت. وأشاروا في الوقت نفسه إلى ضرورة الانتظار لرؤية تشكيل الحكومة الجديدة، وخطوط سياستها الخارجية والدولية، بالرغم من ارتياحهم لنتائج الانتخابات التشريعية التي جرت السبت الماضي.
وفي هذا السياق، أكد أستاذ العلوم السياسية الدكتور محمد الرميحي، أنه توقع من خلال مقال كتبه قبل يوم من الانتخابات ضعف المشاركة فيها في ظل مجتمع منقسم، لافتاً إلى أن الكثير من العراقيين لم يذهبوا إلى صناديق الاقتراع بسبب التاريخ السلبي للانتخابات السابقة. وأشار إلى أن النتائج التي أعلنت بمشاركة نحو 41 في المائة من المقترعين تعتبر مقبولة لدى العراقيين وأيضاً لدول الجوار، فقد تقدمت شرائح عراقية جديدة وخسرت بعض شرائح القوى المتشددة.

وفي ظل تقدّم “الكتلة الصدريّة” التي يتزعمّها مقتدى الصدر، يتساءل مراقبون: هل يستطيع الصدر أن يكون مستقلاً عن إيران وما هامش الحرّية الذي يمتلكه؟.

لكن خلف هذا المشهد توارت مشاعر اليأس والإحباط، التي اعترت معظم أبناء الشعب العراقي، بسبب إعادة تدوير بعض الوجوه القديمة، التي سئموا منها ونعتوها بالفساد والفشل، وحملوها مسؤولية ما آلت إليه أوضاع بلادهم الغنية بالثروات، والتي يعاني أهلها شظف العيش بسبب انهيار الأوضاع الأمنية والاقتصادية والفساد الإداري الذي دفع المواطنين إلى الاحتجاج منذ عام 2019 ضد هيمنة قادة الميليشيات فقتل منهم نحو 600 متظاهر، وأصيب الآلاف، فضلًا عمن تعرضوا للخطف والتعذيب، حتى انهارت حكومة عادل عبدالمهدي وجاء الكاظمي ليمهد الطريق لانتخابات مبكرة لتأتي بحكومة تلبي تطلعات المحتجين، وهو ما لم تظهر بوادره، فقرر الثوار المقاطعة، وقرر عدد من الكتل السياسية الكبيرة الانسحاب من السباق الانتخابي كالحزب الشيوعي العراقي، والكتل التي يتزعمها زعماء سنة مثل إياد علاوي وصالح المطلك وأسامة النجيفي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق