أول زيارة رسمية لوزير دفاع ياباني إلى كوريا الجنوبية منذ نحو 10 أعوام

قسم الأخبار الدولية 08/09/2025
أجرى وزير الدفاع الياباني جين ناكاتاني زيارة رسمية إلى كوريا الجنوبية، اليوم (الاثنين)، في خطوة تُعد الأولى من نوعها منذ نحو عقد من الزمن، حيث عقد محادثات ثنائية مع نظيره الكوري الجنوبي آن جيو باك في العاصمة سيول، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية في شرق آسيا.
وتأتي الزيارة في ظل تطورات إقليمية متسارعة، أبرزها الاستعراض العسكري الضخم الذي أجرته الصين الأسبوع الماضي بحضور الرئيس الصيني شي جينبينغ، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو ظهور غير مسبوق لكيم في فعالية متعددة الأطراف بهذا المستوى. ويرى محللون أن بكين وموسكو تسعيان من خلال هذه التحركات إلى تعزيز تحالفاتهما في مواجهة الضغوط الأميركية في المنطقة، ما يثير قلق طوكيو وسيول في آن واحد.
وخلال الزيارة، التي تستمر يومين، يعتزم ناكاتاني التوجه إلى المقبرة الوطنية في سيول، وزيارة الأسطول الثاني للبحرية الكورية، في مؤشر رمزي على أهمية التعاون الأمني بين البلدين. وتهدف المحادثات الثنائية إلى تعزيز التنسيق الدفاعي بين الحليفين الرئيسيين للولايات المتحدة في آسيا، في وقت تتنامى فيه المخاوف من توسّع النفوذ العسكري الصيني وتصاعد تهديدات كوريا الشمالية النووية.
ويأتي اللقاء بعد أسابيع من اجتماع الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونج مع رئيس الوزراء الياباني المستقيل شيغيرو إيشيبا في طوكيو، حيث اتفق الجانبان على تعزيز العلاقات الأمنية والاقتصادية في مواجهة التحديات المشتركة. غير أن استقالة إيشيبا، أمس الأحد، تفتح الباب أمام مرحلة من الضبابية السياسية في اليابان، رابع أكبر اقتصاد في العالم، وقد تؤثر في سرعة تنفيذ الاتفاقات الأخيرة مع كوريا الجنوبية.
ويرى مراقبون أن هذه الزيارة تحمل أبعاداً استراتيجية أبعد من مجرد محادثات ثنائية، إذ تسعى طوكيو وسيول إلى صياغة موقف موحّد إزاء التحالف العسكري الناشئ بين بكين وموسكو وبيونغ يانغ، في ظل استمرار الوجود العسكري الأميركي المكثّف في المنطقة. ومن المتوقع أن تتناول المحادثات ملف تبادل المعلومات الاستخباراتية، وتعزيز أنظمة الدفاع الصاروخي المشتركة، تحسباً لأي تطور أمني في شبه الجزيرة الكورية.