أوروبا تدفع ثمن المغامرة الأمريكية في أوكرانيا
أوروبا-30-11-2022
يؤكد المراقبون أن الولايات المتحدة تستخدم الصراع في أوكرانيا لتعزيز موقعها العالمي من وفرضت سيلاً من العقوبات ضد موسكو بمشاركة الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي ورّط هذا الأخير في أزمة خطيرة وكشف سوء الإدارة السياسية لقادة العالم القديم، في حين يبدو أن الضمير السياسي الأوروبي لم يستيقظ بعد على صدمة الانجرار وراء السياسة الأمريكية التي أضرّت باقتصاد أوروبا.
وحذّرت وكالة الطاقة الدولية من أن أوروبا قد تواجه نقصاً في الغاز بمقدار 30 مليار متر مكعب، ويؤكد الخبراء أن تلافي هذا النقص لن يكون ممكنا إلا إذا استأنفت أوروبا علاقاتها مع روسيا، فالصراع في أوكرانيا يصبّ في مصلحة الولايات المتحدة وحدها، لكن القادة الأوروبيين يعالجون الأمور بطريقة مختلفة، وبالتالي عليهم أن يتحملوا العواقب.
إضافة إلى ذلك أصبح واضحا أن المستفيد الأكبر من توريد الأسلحة إلى أوكرانيا، هو أيضاً الولايات المتحدة، إذ كسبت المؤسّسات الصناعية العسكرية ثروة كبيرة خلال هذه الفترة من الحرب، وقد أعلنت دول أوروبية مثل ألمانيا والسويد عن زيادة ميزانيتها الدفاعية، مما يوفر فرص التجارة الضخمة للشركات الصناعية العسكرية الأمريكية، علما أن الولايات المتحدة مرتبطة بشدة بالمجمع العسكري الصناعي، وهي تخلق باستمرار صراعات حول العالم، وتحرك من خلف الكواليس الاضطرابات في العالم، وتعتبر أوكرانيا اليوم ساحة اختبار للمعدات العسكرية، والتخلّص من الأنواع القديمة وتطوير أنواع جديدة، في حين يدفع الفواتير العسكرية شركاء واشنطن وحلفاؤها.
ويبدو أن الشعوب الأوربية فهمت مؤخراً أنها ليست سوى بيادق يحركها القادة الغربيون لتحقيق أهدافهم الضيّقة.