أوروبا تتصدّى للخطة الأميركية في أوكرانيا وترفض أي سلام يقوم على «التنازل والإذعان»

قسم الأخبار الدولية 20/11/2025
أبدت دول الاتحاد الأوروبي رفضاً واضحاً لخطة سلام مدعومة من الولايات المتحدة في أوكرانيا، بعد تسريبات تفيد بأن واشنطن دعت كييف إلى قبول تنازلات إقليمية وقيود عسكرية مقابل إنهاء الحرب. وظهر الموقف الأوروبي في لحظة حساسة تتراجع فيها القدرة الدفاعية الأوكرانية، بينما تتقدم القوات الروسية ببطء وتستعد للسيطرة على مواقع استراتيجية بعد نحو عامين من الجمود.
وانطلقت الاعتراضات من بروكسل، حيث اجتمع وزراء خارجية الاتحاد لمناقشة مسار الحرب والعقوبات الجديدة المحتملة على موسكو. ولم يكشف الأوروبيون تفاصيل الخطة الأميركية، لكنهم أكدوا رفضهم لأي مسار يؤدي إلى «معاقبة» أوكرانيا بالتنازل عن أراضٍ أو إضعاف قدرتها الدفاعية. وشدّد الوزير الفرنسي جان نويل بارو على أن السلام «لا يمكن أن يكون استسلاماً»، فيما اعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية كايا كالاس أن أي اتفاق يجب أن يكون «بمشاركة أوكرانيا وبضمانات أوروبية كاملة».
وجاء هذا الموقف بعد تقارير لـ«رويترز» تحدثت عن إبلاغ واشنطن الرئيس زيلينسكي بضرورة قبول إطار يتضمن تنازلات جغرافية وضبطاً لقدرات الجيش الأوكراني. وتزامن ذلك مع أزمات داخلية في كييف، حيث أقال البرلمان وزيرين بعد فضيحة فساد، ومع تصعيد روسي أعاد استهداف المدن الأوكرانية والبنى التحتية تزامناً مع قدوم الشتاء.
ومع دخول الحرب شتاءها الرابع، تبدو روسيا في موقع أكثر تقدماً على الجبهات، بينما تستعد للسيطرة على مدينة بوكروفسك، أول مكسب كبير منذ نحو عامين. وتواصل موسكو التأكيد أنها لن توقف القتال دون تنازلات إضافية، في حين ترى كييف أن أي تراجع سيؤدي إلى «استسلام فعلي» يترك البلاد بلا حماية أمام هجمات مستقبلية.
وبين تزايد الضغوط الأميركية، ورفض أوروبي معلن لأي حل يقوم على الإذعان، تبدو أوكرانيا محاصرة بين ضرورات الحرب ومعادلات السياسة، فيما يتحرك الشتاء ببطء ليضيف طبقة جديدة من التعقيد على مسار الصراع.



