أهم ما جاء في كلمة ممثل السفارة الصينية بتونس حول “مبادرة الحوكمة العالمية للرئيس شي جين بينغ : قراءة في أبعادها الإستراتيجية ودلالاتها في التحولات الجيوسياسية الراهنة”: فيديو

إعداد المركز الدولي للدراسات الاستراتجية الأمنية والعسكرية 17-10-2025
نظم المركز الدولي للدراسات الاستراتجية الأمنية والعسكرية ورشة عمل أمس الخميس 16 أكتوبر 2025 تحت عنوان “مبادرة الحوكمة العالمية للرئيس شي جين بينغ: قراءة في أبعادها الإستراتيجية ودلالاتها في التحولات الجيوسياسية الراهنة”، وشارك ممثلين عن السفارة الصينية لإعطاء لمحة عامة حول العلاقات التونسية الصينية وأهمية مبادرة الحوكمة العالمية من أجل تصحيح المسار العالمي وأهميتها في الوقت الراهن كما بينا المبادئ الأساسية للمبادرة.
نص المحاضرة: مبادرة الحوكمة العالمية
أهلا بكم،
اسم وي تشين ملحق من سفارة الصين بتونس. يسرني أن أشارك ورشة العمل. يطيب لي أن أتقدم بخالص الشكر على اهتمامكم بمبادرة الحوكمة العالمية. كما يطيب لي أن أقدم عرضا موجزا حول المبادرة من ناحية خلفيات العصر.
في الوقت الراهن، يشهد العالم تغيرات متسارعة غير مسبوقة منذ مئة سنة، ودخل العالم إلى مرحلة الاضطرابات والتحولات مجددًا. أصبحت مظاهر اضطراب الأمن والتنمية غير المتوازنة والحوكمة غير الفعالة أكثر بروزًا، وتمر الحوكمة العالمية بمفترق طرق جديد، يواجه المجتمع الدولي سؤالاً ملحاً، ألا وهو إلى أين نتوجه؟ إن مبادرة الحوكمة العالمية التي طرحها الرئيس الصيني شي جينبينغ في اجتماع “منظمة شانغهاي للتعاون بلاس” يوم 1 سبتمبر تكون حلاً صينياً حول تعزيز واكتمال الحوكمة العالمية.
تبلورت مبادرة الحوكمة العالمية في ظل تزايد قصور الآلية الدولية القائمة في ثلاثة مجالات. على مدى العقود الـ8 الماضية، قدمت آلية الحوكمة العالمية التي تتكون من المنظومة الدولية المتمحورة حول الأمم المتحدة والنظام الدولي القائم على أساس القانون الدولي والمبادئ الأساسية للعلاقات الدولية على أساس مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة مساهماتٍ تاريخيةً لصيانة السلام والتنمية في العالم، غير أن هذه الآلية تواجه تحديات غير مسبوقة الآن.
أولا، ومن ناحية مشاركي الحوكمة، هناك النقص الخطير في تمثيل الجنوب العالمي، فمن الضروري زيادة تمثيل الجنوب العالمي ودول الأسواق الناشئة وبالتالي تصحيح الظلم التاريخي.
ثانيا، ومن ناحية مبادئ الحوكمة، لم يتم الالتزام بمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة بشكل فعال، ومن أبرز مظاهره محاولات من قبل بعض القوى الكبرى لاستبدال النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية بالقواعد التي تحددها بالذات، ما أدى إلى تقليص سلطة مجلس الأمن والقانون الدولي إلى أدنى مستوياتهما منذ التاريخ.
ثالثاً، ومن ناحية فعالية الحوكمة، تأخرت عملية تطبيق أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة بشكل كبير، تزامنًا مع تكرر الاضطرابات الإقليمية، وتباطؤ النمو الاقتصادي، وتصاعد التيار المعاكس للعولمة، ونقص في سيادة القانون والقواعد الدولية.
فتتطلب هذه التحديات تحديث آلية الحوكمة العالمية بشكل عاجل، وجاءت مبادرة الحوكمة العالمية التي طرحها الرئيس الصيني شي جينبينغ كجواب على السؤال العصري المتمثل في “ما هي منظومة الحوكمة العالمية التي سنبنيها، وكيفية إصلاح واكتمال الحوكمة العالمية”.
مبادرة الحوكمة العالمية لا تعني إنشاء نظام جديد خارج النظام الدولي القائم بل تحديثا واستكمالا له، فهي في الأساس معايير جديدة للعلاقات الدولية وهي في الأساس الدفع إلى تحقيق المساواة من حيث الحقوق والفرص والقواعد بين دول العالم من خلال تطبيق مفهوم الحوكمة العالمية المتمثل في التشاور والتعاون والنفع للجميع، لتجعل منظومة الحوكمة العالمية أكثر تجسيدا وتعبيرا عن مصالح ومطالب أغلبية الدول وأكثر تمثيلا لأصوات الدول النامية، حتى توسع شمولية الحوكمة العالمية وتسد الفجوة التنموية بين الجنوب والشمال وتحافظ على المصالح المشتركة لكافة الدول بصورة أفضل، وصولا إلى تحقيق إعادة التعديل والتوافق بين نظام الحوكمة العالمية والمعادلة الدولية المستجدة.
إن الصين تستعد لتعزز التنسيق والتواصل مع كافة الأطراف بما فيها تونس لتنفيذ مبادرة الحوكمة العالمية وإنشاء منظومة أكثر إنصافاً وعدلاً للحوكمة العالمية والمضي قدما يدا بيد نحو مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
شكرا لكم!