أهان نفسه وأذلّها..المرزوقي وقد رفع عنه القلم!
تونس-16-10-2021
كتبت منيرة رزقي، بجريدة(الصحافة) مقالا جاء فيه بالخصوص:
لماذا لا يعود المرزوقي إلى تونس ويقول ما يريده أمام عموم التونسيين وستكون فرصة تاريخية لنعرف مدى شعبية الرجل ومدى مشروعية مروره بقصر قرطاج الذي لم يكن سوى فاصلة هزلية وهزيلة في تاريخ تونس المعاصر ؟
ولماذا يصرّ الرجل على أن يمضي بعيدا في الإساءة إلى تونس واهانة نفسه وإذلالها ؟
وهل ما يزال له أتباع يمكن أن يصادقوا على ما يقول وهو يفتقر إلى المنطق والصدقية ويناقض نفسه في كل موقف وكل خطاب او تصريح ؟
ولماذا لا يمنعه الحياء من أن يحافظ على ما بقي من ماء وجهه؟
المرزوقي يضع نقطة النهاية لتاريخه إذا كان له تاريخ وهو الذي يراكم الخطأ تلو الآخر ويمسح بالممحاة ما يمكن أن يكون مضيئا في مسيرته الشخصية والحقوقية.
هل يعقل أن لا يستفيد الرجل من تجربته وأن يطل علينا من فرنسا وهو الرئيس السابق ويدعوها صراحة إلى التدخل في تونس فهذا أمر لا يأتي به عاقل؟
لكن يبدو أن الرجل يعيش أزمة نفسية حادة فهو لم يشف من حقده على تونس بعد أن لفظه الشعب التونسي وخرج من الباب الخلفي للتاريخ تماما كما دخله بالصدفة عبر انتخابات أكبر البقايا وفي سياقات ملغومة دخل قصر قرطاج.
وأذكر في هذا المجال أننا كنا من الذين يرفضون التنمّر عليه ووصفه بالطرطور على سبيل المثال.
اليوم يختار المرزوقي أن يلقي كلمة بالفرنسية في باريس وهو لا يستظل بسماء تونس ومع ذلك يقحم نفسه في شأنها ويدعو أصدقاءه الفرنسيين الذين يقتات من خيراتهم أن يتدخلوا بشكل مباشر في تونس في طلب مباشر لإعادة الاستعمار إلى تونس وهو الذي كان مريدوه يصفونه بـ”المناضل” ويصفون خصومه بـ”صبايحية فرنسا” ومنهم من يقول إن أجداده فلاقة أيضا .
لكن هذا السلوك لا يعكس سوى انتهازية سياسية وحقد على تونس وشعبها وغياب الوطنية وعقدة لا يبرأ منها أبدا.
والحقيقة أن سجل المنصف المرزوقي من الأخطاء والخطايا أصبح ثقيلا فمازلنا نتذكر إطلالته الأخيرة في برنامج “شاهد على العصر” على قناة الجزيرة وما ورد على لسانه من مظلومية وتناقضات عرّت الكثير من المفارقات التي تقوم عليها شخصيته كما أن خضوعه لإملاءات الخارج عندما كان رئيسا للجمهورية ما يزال ماثلا في الأذهان وهو الذي انحاز بشكل سافر للمحور القطري التركي ودعا إلى مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس والذي سيظل وصمة عار في تاريخه وقطع العلاقات بين تونس وهذا البلد الشقيق ما تزال آثاره قائمة حتى اليوم برغم أن مياها كثيرة جرت في النهر وتغيرت معطيات إقليمية ودولية.
أما تسليم الأسير البغدادي المحمودي في عهده فهو أيضا مما سيذكر في سجله؟
وعندما قال إنه اعتزل السياسة وغادر المسرح السياسي اعترف له الكثير منا بأنه أصاب في قراره وان أخطاءه الكثيرة ربما سيلفّها النسيان وأن الزمن لم يعد زمنه، لكن عودته خلال الفترة الأخيرة وهجومه العنيف على تونس وانحيازه لسردية الانقلاب واتساق موقفه مع حلفائه القدامى يقول الكثير عن السقوط المدوّي لهذه الشخصية.
ولكن إذا كان المرزوقي سمح لنفسه أن يغادر واجب التحفظ وأن يتصرف كما يحلو له وإن كان قد رفع عنه القلم كما يقول البعض ألا يستحق سلوكه المستفز ودعوته الصريحة إلى التدخل الأجنبي في بلاده موقفا واضحا له استتباعات سياسية وقانونية بعيدا عن بيان التنديد الذي صدر عن وزارة الخارجية والذي منعته لغته الدبلوماسية من أن يؤدي الغرض؟
الحقيقة أن مثل هذا السلوك الذي أقدم عليه منصف المرزوقي والذي يتعارض مع كل الأعراف الدبلوماسية والسياسية والأخلاقية والوطنية يستوجب موقفا أكثر جدية معه وهو الذي يواصل منذ فترة الرقص على الحبال في وسائل الإعلام الأجنبية موجّها سهامه إلى تونس…