أنقرة وتل أبيب.. وجهان لمشروع تخريبي واحد
باريس-فرنسا-206-2020
قال الصحفي الكردي جوان سوز،المقيم في فرنسا:نضطر دوماً أمام الترويج الكبير لوصف تركيا وحكومتها ورئيسها كطرفٍ معادٍ لإسرائيل، إلى التذكّيربالعلاقات
المتينة بين أنقرة وتل أبيب، برغم محاولات البعض في العالم العربي نفي وجود هذه العلاقة التي لم تنقطع منذ اعتراف تركيا رسمياً بإسرائيل عام 1949 وإلى يومنا هذا.
المثير للجدل والسخرية في آنٍ معاً هو نفي المحسوبين على التيار “الإخواني” وغيرهم، وجود علاقات سياسية ودبلوماسية وعسكرية واستخباراتية واقتصادية وأمنية بين أنقرة وتل أبيب، برغم أن كلا الجانبين لا ينفيان أبداً هذه العلاقات المستمرة بينهما منذ عقود بما يخدم مصالحهما المشتركة والمتداخلة في المنطقة.
ولا يتوقف جهل بعض داعمي جماعة “الإخوان المسلمين” عند هذا الحدّ، فهم يتهمون كلّ من يعادي مشروعهم التخريبي والإستعماري في العالم العربي بالعمالة لإسرائيل، علماً أن ـ سلطانهم رجب طيب أردوغان ـ هو من يتمتع بعلاقاتٍ متأصلة معها، ويكاد يكون شخصياً حليفها الوحيد في المنطقة، لا أولئك الّذين يحاربون مشروعه التركي دفاعاً عن أرضهم واستقرار بلدانهم.
الدعم الإسرائيلي للتحرّكات التركية في المنطقة هو حقيقة لا يمكن نفيها ولا يقتصر على مساعدة تل أبيب لأنقرة عسكرياً في ليبيا من خلال منحها طائراتٍ من دون طيار.
آخر الفصول التي تؤكد متانة هذه العلاقات بين أنقرة وتل أبيب واستمرارها في التآمر على دول المنطقة وضرب استقرارها، هو ما سرّبته وسائل إعلامٍ دولية، منها روسية، حول حصول أنقرة على طائرات من دون طيار من تل أبيب تشبه تلك التي تنتجها شركة صهر أردوغان والتي تعرف باسم عائلته “بيرقدار”، وقد استخدمتها القوات التركية والميليشيات المدعومة منها في ليبيا ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
يشار إلى وجود عدّة اتفاقياتٍ مبرمة بين الكيانين أبرزها تلك التي وُقِعت بشأن التنسيق الأمني والإستخباراتي بين أنقرة وتل أبيب إلى جانب تعهد الأخيرة بصيانة طائراتٍ حربية تركية وعقد صفقات الأسلحة بينهما.
ولا يقتصر الدعم الإسرائيلي للتحرّكات التركية في المنطقة على مساعدة تل أبيب لأنقرة عسكرياً في ليبيا من خلال منحها طائراتٍ من دون طيار، وإنما يكمن كذلك في محاولتها من تخفيف الضغوط العسكرية على الجيش التركي في سوريا.
وعلى سبيل المثال سُجلت ضربات إسرائيلية للجيش السوري جنوب البلاد بعد ساعاتٍ من مقتل جنودٍ أتراك شمالها وقد تكرر هذا الأمر بالفعل عدّة مرات قبل أشهر، وهذه أيضاً حقيقة تؤكد التناغم التركي ـ الإسرائيلي
يضاف إلى كلّ ذلك اعتراف الجيش الإسرائيلي بقصف منشآتٍ سورية عام 2007 انطلاقاً من قواعدٍ داخل الأراضي التركية، بذريعة وجود أسلحة نووية فيها.
وفي حين استغلت أنقرة بعض الجهات السورية المعارضة لاستخدامها كمرتزقة في حروبها خارج الحدود، استقبلت تل أبيب معارضين سوريين بينهم عسكريون وسياسيون بذريعة تقديم العلاج للجرحى، وهؤلاء أيضاً يستخدمهم الإحتلال الصهيوني اليوم لأهدافه الخاصة.