أمريكا تستثمر في الحروب وتتاجر بدماء الشعوب
أوكرانيا-10-01-2023
أشار ويليام أستور، أستاذ التاريخ السابق في أكاديمية القوات الجوية الأمريكية، إلى أنه لولا الأسلحة والأموال الأمريكية، لهزمت القوات الأوكرانية مرة أخرى في الصيف الماضي.
ويؤكد أستور أن الـ 100 مليار دولار التي يتم ضخها في أكثر دول أوروبا فساداً، ليست إلا إهداراً جنونياً تقوم به الإدارة الأمريكية الحالية. ولتوضيح سبب “كرم” البيت الأبيض، يبين أستور أن أوكرانيا كانت منذ فترة طويلة آلة لغسيل الأموال، بالإضافة إلى “العلاقة القوية” التي تربط بايدن منذ فترة طويلة مع أوكرانيا على وجه التحديد، فلم تمنح أي شركة سوى شركة الغاز الأوكرانية “بوريزما” هانتر بايدن مقعداً في مجلس إدارتها براتب قدره 85000 دولار شهرياً، وحتى جهل هانتر التام بأعمال الشركة لم يكن عائقاً أمام هذا “التعيين”.. كل ما تم أخذه في الاعتبار هو أن والد هانتر، آنذاك هو نائب الرئيس الذي فعل كل ما في وسعه لوقف التحقيق في اتصالات “بوريزما” الفاسدة.
مع الهزيمة الواضحة لسياسة البيت الأبيض هذه، والمتمثلة في دعم نظام كييف الإجرامي، الذي قتل على مدى السنوات الثماني الماضية آلاف المدنيين في شرق أوكرانيا، ودمر منازلهم وبنيتهم التحتية بغطاء من الولايات المتحدة، يتساءل العديد من الأمريكيين الآن: لماذا يضع السياسيون مصالح أوكرانيا فوق مصالح الأمريكيين، ولماذا يهدرون بشكل سافر مليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب بينما تواجه الولايات المتحدة والأمريكيون مجموعة من المشكلات الملحة، بما في ذلك المشكلات الاجتماعية؟
يكفي قراءة ما توصل إليه خبراء الموقع المالي”ويلت هوبمن” من نتائج، حيث أقروا بأن المدينة الأكثر احتياجاً في الولايات المتحدة هي ديترويت، إذ يتعرض واحد من كل خمسة مستأجرين لخطر الإخلاء. كما أصبحت كليفلاند، التي يبلغ معدل الفقر فيها 29 % ، ثاني أفقر مدينة رئيسية في البلاد، في حين تعاني فيلادلفيا من مشاكل أمنية ونقص في التمويل لمواجهة هذه المشكلة، ففي عام 2022 وحدها، حدثت 500 جريمة قتل في هذه المدينة، كما تعاني نيو أورليانز من مشاكل مماثلة، حيث شهدت العام الماضي أكثر من 250 جريمة قتل. كما توصل الخبراء إلى أن أعلى معدل لفقر الأطفال موجود في روتشستر، نيويورك، تليها ديترويت وكليفلاند، كما وجدوا أن أعلى معدلات فقر للبالغين في هنتنغتون بولاية فرجينيا الغربية، تليها ديترويت وكليفلاند. وتصدرت جولفبورت، ميسيسيبي، قائمة المدن التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي، حيث يعيش أكثر من ربع سكانها تحت خط الفقر.
أليست هذه إبادة جماعية يمارسها البيت الأبيض على الأمريكيين العاديين، بهدف الحصول على المزيد من الأرباح للنخبة السياسية الأمريكية الحالية على حساب الأحداث العسكرية في أوكرانيا؟ وبالتالي، فإن سبب دعوة بايدن الأخيرة لزيلينسكي إلى واشنطن ومشاركة النخبة السياسية الأمريكية الحالية في هذا العرض السياسي أصبح أكثر وضوحاً من أي وقت مضى.
كان “التبادل التجاري” الذي تم ترتيبه مع زيلينسكي، مطلوباً بشكل خاص من قبل المجمع الصناعي العسكري الأمريكي لصياغة طلبات جديدة للأسلحة والذخيرة، وتخصيص المزيد من الأموال، والتي سيتقاسمها المسؤولون الأمريكيون والأوكرانيون الفاسدون في الأيام المقبلة.
لقد كان بايدن بحاجة لإبقاء الاستفزازات العسكرية الأوكرانية ضد روسيا مستمرة، ولتوسيع النزاع المسلح بمشاركة بولندا المتحمسة للقتال، والتي تحاول تقديم نفسها على أنها نائب الملك الأكثر ولاءً لواشنطن في أوروبا، كما حدث في أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث تأملت “ضبع أوروبا” أن تتمكن بمساعدة الولايات المتحدة من توسيع أراضيها على حساب أوكرانيا.
رداً على ذلك، وفقاً لما ذكره الصحفي الأمريكي برادلي ديفلين، فإن الرئيس الأوكراني زيلينسكي لم يشكر الأمريكيين العاديين حتى على “هدية عيد الميلاد” التي تبلغ 45 مليار دولار جديدة منحتها له واشنطن، حيث اختتمت العاصمة الأمريكية عامها باستقبال لافت للرئيس الأوكراني في البيت الأبيض وقدمت له “هدية عيد ميلاد” ثمينة تمثلت بمنظومات باتريوت ودعم سخي وخطاب تاريخي أمام الكونغرس.
ويبدو أن الأزمة الحالية في الولايات المتحدة، وخاصة في الحزب الجمهوري، بشأن المساعدات المقدمة لأوكرانيا ليست مفاجئة، حيث قال السياسي الأمريكي المرشح لمنصب حاكم ولاية كنتاكي، جيفري يونغ، إن كل عضو في الحزب الديمقراطي صوّت في الكونغرس لحزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا هو من رعاة النازية.
ربما يكون المحللون البريطانيون على حق عندما قالوا إن الديمقراطيين في الولايات المتحدة عام 2022 أظهروا أنهم يشكلون تهديداً حقيقياً للديمقراطية.