أمةٌ لا تسأل نفسها
نمرود سليمان-سياسي سوري
الأمة العربية لم تسأل منذ مئات عدة من السنين عن هزائمها في المجالات كافة ، ولم تبالِ بثروتها الباطنية المسروقة من قبل الغرباء ، ولم تسأل عن استعمارها من قبل الدول الاستعمارية القديمة والحديثة منذ نشأتها وقبل ذلك ، لم تقف هذه الأمة لتسأل نفسها : لماذا سجلت أرقاماً قياسية على مستوى العالم بالقتلى والجرحى والمعتقلين واللاجئين والنازحين والغرقى في البحار خلال السنوات العشر الماضية .
ليست مؤامرة كما تدعي الأنظمة وأبواقها بل هي نتائج حقيقية لأسباب حقيقية ، كيف ينمو شعب ويتطور وهو جالس في الأماكن المقدسة ويطلب النصر من عنده تعالى ، البعض من هذا الشعب يقتل بعضه الاخر ، القاتل يقول باسم الله قبل اطلاق النار والمقتول يقول لا إله إلا الله قبل الموت ، قادة الشعب يضعون خططاً لتجويع شعوبهم كي لا يفكر هذا الشعب إلا بالبحث عن طريقة يسد رمقه من حهة ، والحاكم او القائد يسرق ويسرق خيرات الوطن له ولحاشيته ويرسل المليارات المنهوبة الى اوروبا وامريكا لتخزينها ، كل هذا يجري والأمة لا تسأل .
كلما تتقدم وتتطور شعوب العالم وتسير الى الأم بفضل التطور العلمي التكنولوجي تتراجع الشعوب العربية الى الوراء عكس حركة الزمن لتعود بأي زيد الهلالي والزير سالم وعنترة بن شداد كي يقود الامة الى الثأر .
نحن شعب نصلي كي يسقط المطر من السماء ونحوّل الغابات والاشجار الى بيوت اسمنتية ، نحاول القضاء على الفقر بكثرة الزواج وكثرة الانجاب ، نحارب الجهل بشعار نحن خير امة ، نحارب السماسرة والفاسدين وامراء الحرب والسياسة بخطب نارية من المنابر ، ونقضي على اسرائيل بصواريخ البيانات الصحفية وطائرات خُطب أيام الجمعة ،
المشكلة كلها في التدين وليس الدين ، الدين جاء لخير البشرية لتقدمها وتطورها وسلامها ، اما أولئك الذين حوّلوا الدين الى التدين أي جعلوه منصة سياسية من أجل السلطة .
هؤلاء الذين حوّلوا الدين هم وراء كل الهزائم ، هم الجسور التي عبر من خلالها الطغاة الى اوطاننا ، وبفضل هؤلاء جاء الطغاة وبفضلهم حصل الزواج بين الغزاة والطغاة الذين انجب الدمار في المجالات كافة .
هكذا فعل اترابهم من المسيحين عندما حكموا اوروبا بالقرون الوسطى واصبحت قارة الظلام .
آن الاوان ان نسأل ونقدم الاجابة الصحيحة والجريئة ، لقد دمرنا الخوف وسكتنا طويلاً .