إفريقيا

ألمانيا تسعى إلى التموقع في ليبيا

تحدثت بعض الصحف الألمانية وأطراف الليبية عن مؤتمر للمصالحة الليبية وقد دعم هذه الأخبار السفير الألماني بليبيا على أثر إعلانه أن برلين تبذل جهدا لتنظيم لقاء دولي حول ليبيا قبل نهاية العام 2019، ونشر السفير الألماني لدي ليبيا على حسابه “تويتر” :”ألمانيا تشعر بالقلق حيال الوضع في ليبيا، وتشارك الكثيرين في ضرورة بذل جهود جديدة لتحقيق الإستقرار في ليبيا”، وقد أثارهذا الإعلان العديد من التساؤلات وكذلك قلقا لدى بعض الأطراف الليبية.
وهنا يبرز التساؤل عن هذا التوقيت تحديدا الذي اختارته ألمانيا للحديث عن مؤتمر للمصالحة بينما الوضع لا يزال معقدا وفي حين فشلت محاولات إقليمية ودولية سابقة ؟
بشأن احتمالية نجاح ألمانيا في استضافة الأطراف الليبية والخروج بنتائج إيجابية على عكس ما حدث في المرات السابقة طوال السنوات الماضية ضمن لقاءات في العديد من العواصم، يبدو أن هذا الإحتمال ضعيف جدا إذ أن الأطراف الليبية من الصعوبة بمكان أن تتصالح خارج ليبيا،إلى جانب أن فشل الملتقيات السابقة كان من بين أسبابه عدم الحيادية والموضوعية خاصة من قبل الدول الأوربية وفي مقدمتها فرنسا وإيطاليا، ولم تكن تتعامل مع كل الأطراف بنفس المسافة بل كانت تتعامل وفق مصالحها/
وسبق لعدة دول أن استضافت الأطراف الليبية في إطار وضع الحلول السياسية من بينها فرنسا والإمارات العربية المتحدة ومصر، إلا أن كل اللقاءات لم تستطع إنهاء أزمة الإنقسام الحاد بليبيا.
ومن المفارقات الكبرى لهذا الملتقى المزمع تنظيمه أن كل الأطراف الليبية ليس لديها علم به ولم يتم التشاور معها، في حين يصرح السفير الألماني لدى ليبيا بأن بلاده أجرت عملية تشاور”مع الشركاء الدوليين الرئيسيين”، وذلك “استنادا إلى الخطة المكونة من 3 خطوات قدمها الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، غسان سلامة، إلى مجلس الأمن”، وربما تشكل هذه المفارقة مؤشرا من مؤشرات فشل مثل هذا اللقاء الذي يجري التشاور بشأنه بدون الأطراف الليبية.
من ناحيته قال المستشار السياسي لرئيس مجلس النواب الليبي، فتحي المريمي، إن أي دعوة من أي دولة مرحب بها، إلا أنه وحتى اليوم لم توجه أي دعوات رسمية لرئيس مجلس النواب المستشارعقيلة صالح،مشيرا إلى أنه تناهى الخبر إلى أسماعه مثلما سمع به أي شخص عادي وقرأه في تغريدة السفير الألماني على صفحته الخاصة على توتير.
وشدد المريمي على الخطوط العريضة التي يجب أن يتبناها مثل هذا اللقاء، وفي مقدمتها التأكيد على دور الجيش في محاربة الإرهاب، وبعدها يكون الترحيب بأية مبادرة دولية،موضحا أن البرلمان الليبي يؤكد على دور القوات المسلحة في حربها على العصابات الإرهابية في ليبيا، وأن أي حوار سياسي يرتكز على هذا المحور مرحب به.
في الجهة المقابلة، أعربت أطراف عدة من حكومة الوفاق أنه لا علم لها بهذا الملتقى وليست طرفا فيه، وذكر عادل كرموس،عضو المجلس الأعلى للدولة في طرابلس، أن المجلس الأعلى للدولة لم يناقش أي تفاصيل بشأن ما أعلن عنه سفير ألمانيا بالعاصمة الليبية، أوليفر أوفتشا، من”أن برلين تبذل جهدا لتنظيم لقاء دولي حول ليبيا قبل نهاية العام الجاري بهدف إعادة الوضع في هذا البلد إلى استقراره” مشيرا إلى أن ذلك يحدث” من دون علمنا ، نحن الحكومة الشرعية التي يجب أن تكون طرفا أساسيا”، ملمّحا إلى أنه “يمكن أن يكون هناك تنسيق مع أطراف في الحكومة ولم نعلمه بعد”. وأوضح أن المجلس الرئاسي يتجاوب مع أي دعوة من شأنها إيجاد الحل في ليبيا ،مشيرا إلى أن الموقف الألماني متوازن تجاه الأوضاع في ليبيا، بينما تؤكد تقارير عديدة على أن سياسة ألمانيا بالمنطقة تذهب إلى مناصرة الإخوان وتدعو الى تركهم في بلدانهم الأم، كما أن ألمانيا لها إشكالية اللاجئين وتريد التخلص منهم.
فهل تنجح ألمانيا في إيجاد الحلول للأزمة الليبية مع بداية متعثرة لها في التنظيم؟
ونشر السفير الألماني لدي ليبيا على حسابه “تويتر” :”ألمانيا تشعر بالقلق حيال الوضع في ليبيا، وتشارك الكثيرين في ضرورة بذل جهود جديدة لتحقيق الإستقرار في ليبيا”،

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق