الشرق الأوسط

بعد أنباء عن نقلها إرهابيي داعش من سوريا :هل تعمد أمريكا إلى إعادة تدويرهم في المنطقة؟


دمشق-سوريا-05-5-2020


مع تزايد المطالبات الشعبية والرسمية العراقية بخروج قوات الإحتلال الأمريكي من البلاد، عمدت واشنطن إلى مناورة جديدة، إذ بدأت بنقل إرهابيي “داعش” من سوريا إلى العراق.

وتحدثت تقارير إخبارية عن أن ثلاث سيارات نوع “همر” تقل فريقا أمريكيا، دخلت مساء أمس الإثنين، أحد سجون “داعش” في مدينة الحسكة السورية فيما يبدو أنه جولة مناقشات بين الطرفين.

يشار إلى أن “غويران” بمدينة الحسكة يضم أكبر سجن لعناصر”داعش” الإرهابي، ويسيطر عليه تنظيم “قسد” والإحتلال الأمريكي منذ صيف عام 2006.
ويضم السجن حوالي 5000 معتقل من عناصر تنظيم “داعش” من 54 دولة ، حيث ترفض هذه الدول إعادتهم إلى بلدانهم.

وكشفت مصادر أهلية عن أن قوات الإحتلال الأمريكية تعمل على نقل إرهابيي “داعش” من السجون التي تسيطر عليها مجموعات “قسد” في محافظة الحسكة إلى قواعدها في العراق، وأشارت إلى أن ست عربات لقوات الإحتلال الأمريكية دخلت من العراق أمس الإثنين وتوجّهت إلى أحد السجون شرق مدينة الشدادي وعادت باتجاه الأراضي العراقية، ويعتقد أنها قامت بنقل عدد من إرهابيي “داعش”.
وكانت القوات الأمريكية قامت في السابع والعشرين من الشهر الماضي بنقل عدد من إرهابيي تنظيم “داعش” من مدينة الشدادي بريف الحسكة إلى العراق.
وتواصل القوات الأمريكية الإستثمار في إرهابيي التنظيم التكفيري، المدرج على لائحة الإرهاب الدولية، عبر نقلهم من السجون في الشمال السوري، لإعادة تدويرهم واستخدامهم لتنفيذ مخططات واشنطن في المنطقة. وفي هذا السياق أكد موقع (غلوبال ريسيرتش) الكندي أن وزارة الدفاع الأمريكية ووكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية تنقلان إرهابيي تنظيم “داعش” من سورية إلى العراق لتحقيق هدف واشنطن في احتلال العراق بشكل دائم، مشيراً إلى أن الهجمات المتكرّرة التي شنها تنظيم “داعش” في الأسابيع الأخيرة بالعراق ما هي إلا جزء من مخططها لتحقيق هذا الهدف:

ويوضح أن الولايات المتحدة تخطط للإبقاء على وجودها العسكري الدائم في العراق بغض النظر عن المطالبات الشعبية الواسعة لإنهائه، مشيراً إلى أن هدفها السيطرة على النفط، واستخدام الأراضي العراقية كمنصة تشن منها حروباً لا نهاية لها في المنطقة وأعمالاً عدوانية تزعزع بها الإستقرار والأمن. وشدد على أن القوات الأمريكية تنشر القتل والدمار والمآسي الإنسانية أينما حلت، وأن قواعدها العسكرية تكرس تدخلاتها وأعمالها العدائية، لافتاً إلى معاناة الشعب العراقي على مر العقود جراء الأطماع الأمريكية في مقدرات وثروات بلاده.
وفي السياق ذاته، أوضح الخبير في شؤون التنظيمات الإرهابية، الدكتور حسام شعيب، في تصريحات صحفية نشرتها (سبوتنيك) الروسية، أن إعادة نشاط إرهاب تنظيم “داعش” في العراق ومناطق الحدود السورية العراقية تدل على أن الإدارة الأمريكية ما زالت تدعم خلايا التنظيم المتطرف وتبحث عن ذريعة للبقاء في العراق، بعد مطالبات جهات كثيرة داخله بالخروج من الأراضي العراقية، مشيراً إلى أن تنظيم “داعش” يحاول القيام بعمليات إرهابية ليست بالضرورة منظمة إدارياً وإنما بطريقة العصابات سواء ضد القوات العراقية أو في البادية السورية ضد الجيش السوري.
بدوره لفت اللواء ماجد القيسي، الخبير العسكري والإستراتيجي العراقي، إلى وجود تصعيد واضح في عمليات تنظيم “داعش” في العراق مؤخراً الهدف منها استنزاف القوات الأمنية العراقية إضافة إلى إرسال رسالة أنه لا يزال موجوداً وبالتالي “ضرورة” الإبقاء على الوجود الأمريكي في العراق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق