ألمانيا ترفض الاتهامات الأميركية بشأن تصنيف حزب “البديل” وتؤكد استقلالية مؤسساتها الأمنية

قسم الأخبار الدولية 05/05/2025
رفضت الحكومة الألمانية بشدة الانتقادات الصادرة عن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، بعد تصنيف جهاز الاستخبارات الداخلية الألماني حزب “البديل من أجل ألمانيا” كـ”مجموعة متطرفة”، مشددة على أن القرار مبني على أسس قانونية ومؤسسية داخلية خالصة.
وقال سيباستيان فيشر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، في مؤتمر صحفي اليوم الإثنين، إن برلين “ترفض تماماً” التعليقات التي وصفها بأنها تفتقر إلى الصحة، مشيراً إلى أن “التلميحات التي تضمنتها تصريحات روبيو لا تستند إلى أي أساس واقعي”، حسب تعبيره. وأكد أن مؤسسات الدولة الألمانية، ومنها أجهزة الاستخبارات، تعمل بشكل مستقل ووفق القوانين الدستورية التي تهدف لحماية النظام الديمقراطي.
وكان الوزير الأميركي قد وصف خطوة تصنيف الحزب بأنها “استبداد مقنّع”، معتبراً أن مراقبة حزب سياسي حلّ في المرتبة الثانية في انتخابات فبراير الماضي تمثل تهديداً لمبدأ التعددية. وقد أثارت هذه التصريحات ردود فعل حادة في الأوساط السياسية والإعلامية الألمانية التي رأت فيها تدخلاً غير مبرر في الشأن الداخلي.
وتتيح الخطوة الألمانية للسلطات الأمنية توسيع الرقابة على الحزب بشكل قانوني، لا سيما أن التقارير الصادرة عن هيئة حماية الدستور تتهم الحزب بتبني مواقف مناهضة للدستور ومرتبطة بخطاب الكراهية ومعاداة الأجانب. وتزايدت هذه المخاوف مع تصاعد الخطاب القومي للحزب، خصوصاً في الولايات الشرقية، حيث يحظى بتأييد شعبي متنامٍ.
وتأتي هذه التطورات في وقت تواجه فيه ألمانيا تحديات داخلية تتعلق بتصاعد نفوذ اليمين المتطرف، ما دفع السلطات إلى تشديد الإجراءات الوقائية لحماية النظام الديمقراطي، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأوروبية المقررة هذا العام، والتي يتوقع أن يحقق فيها “البديل” نتائج مؤثرة.