أفلام هوليود: من الثوم الصيني المهدد للأمن القومي الأمريكي للرافعات الصينية الصنع جواسيس
قسم العلاقت الدولية 26-02-2024
تم الزج بحوالي مائتي رافعة صينية الصنع بالموانئ الأمريكية مؤخرا في قصة تجسس على غرار قصص هوليود، إذ يُزعم أن أذرعها الفولاذية امتدت لتلقي نظرة خاطفة على حاويات الشحن الموجودة أسفلها.
ومع تكشف الدراما السريالية التي تدور حول “تهديد صيني” آخر، يبرز أحدث توجيه أمني صادر عن البيت الأبيض، والذي استهدف الرافعات الصينية الصنع، كدليل صارخ على القول المأثور القديم: الحقيقة أغرب من الخيال حقا.
تفحصوا التفسير الذي قدمه البيت الأبيض…”قراصنة صينيون” ربما يتجسسون على الموانئ الأمريكية. فهناك مخاوف في البيت الأبيض من أن الصين قد تستغل البرمجيات الموجودة على الرافعات، لذلك أُشير إلى رافعات في بعض الموانئ على أنها تشكل تهديدات بالتجسس.
وهذه حالة أخرى من إساءة استخدام الولايات المتحدة للسلطة الوطنية لجلب النحس للتعاون الصيني الأمريكي الطبيعي– وهو من الحالات التي تُثار بلا أساس، ولكنها لا تنقطع.
عندما يتعلق الأمر بمسائل تخص ما يسمى بالأمن القومي، فإن تركيز واشنطن على توريط الصين لا يعرف حدودا. فمن الاتهامات العارية عن الصحة بالتجسس إلى التدقيق في الأفراد على أساس الجنسية، ألقى نمط الشك وكبش الفداء بظلال كثيفة على التعاون الثنائي بين البلدين.
إن هذا الاتهام السخيف الذي يتعلق بالرافعات الصينية الصنع ليس بأي حال من الأحوال حالة منعزلة. فقبل ثلاثة أسابيع فقط، قام عضو مجلس الشيوخ الأمريكي توم كوتون باستجواب الرئيس التنفيذي لشركة “تيك توك” شو زي تشو بشأن جنسيته، مشيرا إلى أن لديه صلات بالصين، في حين أنه في الواقع سنغافوري.
والأكثر سخفا من ذلك، ادعى عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا ريك سكوت قبل شهرين أن الثوم المستورد من الصين يشكل تهديدا للأمن القومي الأمريكي. وقفز إلى هذا الاستنتاج بناء على اتهام مفاده أن الثوم الصيني ينمو باستخدام البراز البشري والصرف الصحي كأسمدة.
وعلى الرغم من الضجيج الذي تحدثه واشنطن بشأن الآخرين الذين يشكلون تهديدا للأمن السيبراني الأمريكي، إلا أنها تبدو أشبه بلص يتنكر في زي شرطي.
فعلى سبيل المثال، في عام 2022، شنت الولايات المتحدة هجوما سيبرانيا على جامعة نورث وسترن للفنون التطبيقية في الصين. وكشف تحقيق أن الولايات المتحدة استخدمت 41 سلاحا سيبرانيا متخصصا أكثر من 1000 مرة ضد الجامعة وسرقت بيانات فنية أساسية.
في البداية، قامت بحظر بيع رقائق الكمبيوتر المتقدمة. ثم تسببت في تعطيل سلاسل الإمداد الصناعية، بما في ذلك تلك المتعلقة بإنتاج المركبات الكهربائية.
والآن وسعت واشنطن نطاق عملها باستهداف عناصر تبدو غير ذات صلة: الثوم والرافعات. فحيثما تشهد الصين نموا سريعا، تسعى الولايات المتحدة لقمعه.
بدلا من الاستسلام لإغراء نظريات المؤامرة وإثارة الخوف، حان الوقت لواشنطن للتحرر من أغلال جنون العظمة، واحتضان مستقبل مبني على الانفتاح بدلا أن من أن يعتريها الخوف من تنمية الصين.