أستاذ لبناني في القانون الدولي: روسيا تثبت حضورها في الشرق الأوسط وتفرض مصالحها في مسار التسويات الدولية

قسم الأخبار الدولية 10/10/2025
رأى أستاذ القانون الدولي والعميد السابق لكلية الحقوق في الجامعة اللبنانية، الدكتور كميل حبيب، أن التطورات الجارية في غزة أعادت تشكيل أولويات السياسة في الشرق الأوسط، مؤكداً أن موسكو تتابع عن كثب تداعيات الحرب وتسعى إلى صياغة موقف متكامل تجاه الملفين الفلسطيني والإسرائيلي بما يتناسب مع مكانتها الدولية وشبكة علاقاتها الإقليمية.
وأوضح حبيب أن نهاية الحرب في غزة لا تمثّل نهاية للصراع بقدر ما تنقله إلى مستويات جديدة ذات طابع سياسي وثقافي ودبلوماسي، مشيراً إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع دول الخليج والعالم العربي، في إطار رؤية تهدف إلى دعم الاستقرار وإبراز الدور الروسي كفاعل رئيسي في أي تسوية قادمة. وأضاف أن العلاقات المتينة التي تجمع موسكو بالسعودية وقطر والإمارات وعدد من الدول العربية تجعل من الصعب تجاوز روسيا عند أي مبادرة أو خطة أميركية تخص المنطقة.
وأشار الخبير اللبناني إلى أن الواقع الدولي الراهن يفرض على واشنطن ومراكز القرار الغربي مراعاة المصالح الروسية في الشرق الأوسط، خاصة أن العلاقة بين روسيا والعالم العربي أصبحت جزءاً من المعادلة الاستراتيجية العالمية لأي حل دائم للقضية الفلسطينية. وبيّن أن الموقف الروسي يتسم بنظرة استشرافية تجاه الصراع، إذ تحولت أوروبا – بحسبه – إلى تبني مواقف أقرب إلى الطرح الروسي بعد حرب غزة، وهو ما ساهم في إعادة إدراج فلسطين على الأجندة الدولية باعتراف ضمني من الولايات المتحدة نفسها.
وفي جانب آخر، أكد حبيب أن البعد الاقتصادي يشكل أولوية في التحرك الروسي نحو المنطقة العربية، حيث تفتح موسكو قنوات جديدة للتعاون والاستثمار في مجالات الطاقة والبنى التحتية والتجارة. وختم بالقول إن العالم يشهد تحوّلاً تدريجياً من نظام أحادي القطبية تهيمن عليه الولايات المتحدة إلى نظام متعدد الأقطاب تتقاسم فيه القوى الكبرى – وفي مقدمتها روسيا والصين – النفوذ والمسؤوليات في صياغة النظام الدولي الجديد.