أزمة سوء التغذية تتفاقم في نيجيريا وسط العنف في المناطق الريفية وارتفاع أسعار الغذاء

قسم البحوث والدراسات الإستراتجية والعلاقات الدولية 01-07-2024

أزمة سوء التغذية في أفريقيا

قال عمال إغاثة في نيجيريا إن “عدداً غير مسبوق من الأطفال في شمال البلاد يعانون من سوء التغذية الحاد”.

نقلاً عن منظمة “الأغذية والزراعة” التابعة للأمم المتحدة (الفاو) في مدينة مايدوجوري شمال شرق نيجيريا، قولها إن “نيجيريا لديها أكبر عدد من الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في العالم، ويبلغ 31.8 مليون شخص”.

وأكّدت منظمة “أطباء بلا حدود” قولها إن مرافقها “كانت مكتظة للغاية لدرجة أن الأطفال كانوا يتلقون العلاج على مراتب على الأرض”.

وقالت إنها “استقبلت 1250 طفلاً في أبريل الماضي في مركز تغذية علاجي داخلي في مايدوجوري، وهو ضعف الرقم في نفس الفترة في عام 2023”.

بدوره، قال ممثل منظمة “أطباء بلا حدود” في نيجيريا، سيمبا تيريما: “لقد شهدنا في كل هذه الأماكن، على الأقل في بعض الحالات، ضعف ما شهدناه في العام الماضي أو على الأقل زيادة بنسبة تزيد عن 60% في عدد المرضى الذين تم إدخالهم إلى المستشفى. إننا نواجه أزمة وشيكة.

ولدينا حالة طوارئ، وأولئك الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد يحتاجون بالتأكيد إلى العلاج”.

وبالتالي ووفقاً لأرقام منظمة أطباء بلا حدود، تم تشخيص أكثر من 52 ألف مريض بسوء التغذية الحاد الشديد في 7 ولايات في 2023 وتوفي 2693 منهم”.

وترجع الأسباب التي أدت إلى زيادة سوء التغذية الى:

بلغ حجم التضخم الغذائي نحو 30% في ظل تفاقم انعدام الأمن الغذائي في أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان.

ويعيش ثلث سكان البلاد، وهو ما يزيد على مجموع سكان المملكة المتحدة وإيرلندا والدنمرك، على أقل من جنيه استرليني واحد في اليوم.

وفي الوقت نفسه، هُجِر المزارعون في أجزاء من الشمال بسبب عصابات الخطف والابتزاز وفي بعض الحالات القتل.

وذكرت صحيفة “بانش” النيجيرية أن 165 مزارعاً قُتلوا في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام .

وبحسب “المنظمة الدولية للهجرة” التابعة للأمم المتحدة، نزح نحو 1.2 مليون شخص في 8 ولايات في وسط وشمال غرب نيجيريا بحلول نهاية 2022 بسبب العنف.

وفي نفس الفترة، نزح نحو 2.3 مليون شخص آخرين في الشمال الشرقي، حيث تواصل الجماعات الإرهابية مثل “بوكو حرام” نشاطها.

كما أنّ انعدام الأمن وعدم الاستقرار الاقتصادي أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية. وقد استنفدت الاحتياطيات الغذائية في بعض القرى بسبب قلة أو انعدام النمو في دخول الأسر، حسبما قال بعض السكان المحليين لعمال الإغاثة.

لكن منظمات الإغاثة تقول إن ملايين الأشخاص ما زالوا معرضين لخطر المجاعة مع دخول نيجيريا موسم الجفاف، الذي يمتد عادة من يونيو إلى سبتمبر.

وتوقع برنامج الغذاء العالمي بالفعل أن يواجه 26.5 مليون شخص في نيجيريا جوعاً حاداً بحلول نهاية هذه الفترة.

ويقول خبراء آخرون إن الوضع قد يتدهور حتى قبل ذلك، ودعوا إلى توفير تمويل فوري لإنقاذ ملايين الأطفال المعرضين للخطر.

وقال تيريما “إننا لم نصل بعد إلى منتصف موسم الجفاف. ونحن في حاجة إلى مشاركة جهات أخرى. ومنظمة أطباء بلا حدود ليست سوى منظمة واحدة. والواقع أن ما نقوم به لا يمثل سوى قطرة في بحر… فنحن بعيدون كل البعد عن معالجة الأزمة المباشرة التي نواجهها”.

وأضاف أن “وفاة طفل أمس بسبب سوء التغذية هي مأساة، أما وفاة طفل غداً بسبب سوء التغذية فهو أمر يمكن الوقاية منه”.