أردوغان وحلم أن يصبح “خليفة المسلمين”
باريس-فرنسا-13-11-2020
قال الكاتب والمفكر الفرنسي،تيري ميسان:لم يعد أردوغان يرغب في أن يكون الإمبراطور العثماني الجديد، بل الخليفة.
وأضاف:من الخطإ اتهام الرئيس أردوغان بأنه يريد إعادة تأسيس الإمبراطورية العثمانية. بالنسبة له، غزو أراضي الغير ليس هدفًا بحد ذاته، بل وسيلة لإقامة تحالفات، وها هو بعد تردد طويل، يعتزم أن لايُطلق عليه لقب السلطان، بل الخليفة، وأن يصبح بالتالي زعيماً للسنة في جميع أنحاء العالم،فهو يُشهر علامة انتمائه لجماعة “الإخوان المسلمين” السرية أمام مسؤولي حزبه السياسي. ويتطلع إلى استرداد الخلافة لصالحه
وبعد الكثير من الأخذ والرد، هاهو رجب طيب أردوغان يحاول الإجابة على السؤال الوجودي لتركيا من خلال تعريفها على أنها وطن الإخوان المسلمين.
وخلافًا للإعتقاد السائد، فقد تخلى عن الأوهام العثمانية الجديدة لرئيس وزرائه السابق أحمد داود أوغلو (الآن في المعارضة)، وبنفس الطريقة تخلى عن المساحات الطبيعية التي هي، العالم الناطق باللغة التركية، والغرب (الاتحاد الأوروبي / الناتو)، على أمل توسيع سلطته في جميع أنحاء العالم الإسلامي، من خلال التمسك بمبدإ دين الدولة الذي ينوي أن يصبح من خلاله الخليفة.
من المهم هنا التذكير أن محمداً لم يكن مثل المسيح، نجاراً بسيطاً.. لقد كان رجلاً سياسياً وقائداً عسكرياً حقق الإنتصارات، وكذلك زعيماً روحياً أيضاً. وعندما توفي، انقسم أتباعه وتقاتلوا فيما بينهم. و”الخليفة” الذي تبعه، ورث سلطته الزمنية، وليس الروحية.
وعلى غرار الأوروبيين في القرن السادس عشر، يعتقد “الإخوان المسلمون” أنه يجب على الشعب أن يقتدي بدين الحاكم، وهذه رؤية للعالم تتعارض جذرياً مع مبدإ حرية الضمير. ومن هذا المنطلق، يحاول أردوغان وجماعة “الإخوان” العودة إلى الوراء.