أذرع أخطبوط الإخوان المسلمين بين تونس ومصر
القاهرة-مصر
بدأت علاقة حركة”النهضة”التونسية الحاكمة بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين للظهور في العلن، بعد سلسلة من الإنكارات من قبل قياداتها البارزة، في اجتماعات التنظيم التي أعقبت عزل الرئيس الإخواني المصري السابق محمد مرسي عقب ثورة 30يونيو 2013 حيث ظهر نائب راشد الغنوشي في الإجتماع الذي عقدته الجماعة في مدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب الباكستاني والذي بحث فيها الإخوان أسباب انتكاسة التنظيم في بلده الأم مصر.
ظهور مورو أبرز قيادات حركة”النهضة” كان بمثابة الضربة القاصمة للحركة حيث فضحت مشاركته العلاقة الوطيدة بالتنظيم المصنف في أغلب دول العالم “إرهابي”.
علاقة النهضة بالتنظيم العالمي وتعود العلاقات التنظيمية والفكرية بين حركة النهضة والجماعة الأم في مصر إلى سنوات التأسيس الأولى حين كانت تسمى الجماعة الإسلامية ،ففي عام 1973 توجه أحد قادة الجماعة وبايع المرشد العام لجماعة الإخوان آنذاك حسن الهضيبي.
ومع تأسيس التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين رسمياً سنة 1982 على يد المرشد الخامس للجماعة مصطفي مشهور، انخرطت حركة الإتجاه الإسلامي (الاسم القديم لحركة النهضة) عضواً ناشطاً في التنظيم يمثلها أميرها الشيخ راشد الغنوشي.
دور محوري للغنوشي وذكرت تقارير إعلامية أن الغنوشي كان يضطلع بدور محوري في أوروبا والمغرب العربي لصالح التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، والذي بدأ بشكل مبكر ومنذ بدايات نشأة الحركة الإسلامية في تونس.
الغنوشي الذي عوّض محمد شمام الذي يعتبر أكبر جواسيس التنظيم العالمي في التسعينات،حيث استفاد شمام من خدمات التنظيم الدولي ،لكنه غادر تونس متوجها إلى الجزائر عام 1990 وبقي مختفيا لمدة عشر سنوات كاملة بمساعدة عناصر التنظيم إلى حين مغادرته الجزائر سرا نحو أوروبا وكانت الجزائر حينها كما السودان مرتعا للتنظيمات الإخوانية الإرهابية.
وعندما اندلعت المواجهة مع العسكر في الجزائر وفي عز المطاردة للإخوان المصريين والتونسيين أصبحت الخرطوم عاصمة التنظيم العالمي بامتياز،ونُصّب الغنوشي أميرا لتنظيم تونس الذي كان يعمل في الخفاء .
ويعتبر الغنوشي رأس حربة الإخوان في تونس والأكثر احترافاً في ممارسة تغيير الأقنعة، والظهور بوجوه متعددة. ويختزن أرشيف الأنترنت مقاطع متفرقة للغنوشي، يحاول أن يرضي في بعضها الغرب، كما في تسجيل لحوار مع إحدى القنوات البريطانية، يقول فيه إن حكومة حزبه ضد السلفية الجهادية وقتلت مجموعة من السلفيين. دعم قطري للإرهاب لقطر في صناعة الإرهاب وتمويله ورعايته، تاريخ طويل من أجل إمبراطورية الوهم القطرية الإخوانية، وقد سبق أن قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن تاريخ قطر مع الإرهاب: “
قطر كانت تاريخياً مموِّلة للإرهاب على أعلى مستوى، وقد حان الوقت لأن تُنهي قطر تمويل الإرهاب” ليبقى السؤال: هل فعلاً تخلصت قطر من صناعة الإرهاب وتمويله رغم الحصار الخليجي في المنطقة الذي تعيشه منذ سنوات؟
ليس الصومال الحالة الإستثنائية لقطر في دعم الإرهاب، بل إن الشواهد على دعم النظام القطري منذ زمن للإرهاب كثيرة، فهي التي قوّضت الإستقرار، بعد أن وجدت في الإنتفاضات العربيّة فيما عُرف بالربيع العربي، قاعاً عميقاً لا قرار له، لترمي به بعضاً من ثروتها الطائلة، وتنامى دورها المموِّل والحاضن للإرهاب في بلدان الربيع العربي كتونس ومصر واليمن وسوريا وغيرها، وكانت ليبيا التي تعمّها الفوضى أيضا وجهة قطرالأخيرة ومسعاها إلى تحويلها إلى موطن ينتج الإرهاب ، فقد استطاعت قطر تنفيذ مخططها في ليبيا بدعم ميليشيات مرتبطة بـ«الإخوان» و«القاعدة» ومنها «أنصار الشريعة» و«الجماعة الليبية المقاتلة» و«ميليشيات بوسليم»، و«سرايا الدفاع والدروع”.
وقد اتهمت الدول المقاطعة لقطر ومن ضمنها المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات، مرار،الدوحة بدعم الارهاب ومساعدة الإخوان في المنطقة العربية ضمن مشروع تدمير بلدانهم وأخونة دولها.
مصر الأم وتونس التجارب ظلت الأفكار القطبية مرجعًا للإخوان يمدهم بالتطرف والفكر التكفيرى، ووجدت تلك الجماعة الإرهابية في الكثير من الدول العربية منها والأجنبية،مساحة لعديد التجارب .
وأصبح واضحا جليا الترابط العضوي بين جماعات الإخوان المسلمين في كل الأقطار انطلاقا من ولائهم للجماعة وليس للمجتمع الذي يعيشون فيه ، واستنادا إلى فزعهم الحالي من الإنهيارات المتتالية لتنظيم الإخوان سواء في مصر أو السودان أو تونس والجزائر،تحاول الجماعة حاليا خوض معركتها الأخيرة في الشمال الإفريقي، من خلال تنادي أعضائها وتجنديهم للمساهمة في العودة إلى زعزعة الأوضاع والعودة إلى المشهد السياسي، وفي مثال واضح على ذلك ما تم الكشف عنه أمس الأربعاء من قبل السلطات المصرية من أن أحد أعضاء التنظيم وهو تونسي يدعى ماهر عبد السميع، من مواليد 11 مايو 1986 ويقيم بالقاهرة حيث وصل البلاد منذ أشهر قليلة ،تم ضبطه في ميدان التحرير وهو بصدد التحريض على الفوضى والدعوة إلى إسقاط النظام المصري.
وتختلف أساليب التنظيم الإخواني من بلد إلى آخر في محاولة للتكيف مع المستجدات ومواصلة غرس جذوره في المنظومة السياسية، ولكن بأساليب مخادعة بهدف الإحتفاظ بقواعد التنظيم وأنصاره الذين تم استقطابهم بخطاب ديني عاطفي من جهة، ومن جهة أخرى يسعى القياديون في الوقت ذاته إلى اختراق المشهد السياسي والدخول في لعبة ممارسة السلطة، ولو بالشراكة مع قوى أخرى كما يحدث في المغرب وتونس .
تنسيق إخواني تونسي-مصر كشفت هيئة الدفاع عن المعارضيْن التونسييْن الّذين تم اغتيالهما عام 2013: شكري بلعيد، ومحمد البراهمي، في أكثر من 40 صفحة نشرتها على فيسبوك، وثائق تدين «إخوان تونس» في قضية اغتيالهما، وتثبت الوثائق، العلاقة الإجرامية بين حركة النهضة ورئيس تنظيمها السري مصطفى خذر، مع تنظيم إخوان مصر منذ العام 2011.
وأكّدت هيئة الدفاع التونسية، أنّ المراسلات التي تمت عبر البريد الإلكتروني، تضمنت عدداً كبيراً من المعطيات بشأن كيفية بناء الجهاز السري وإدارته والإشراف عليه، فضلاً عن كيفية إشراف بعض قيادات عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي في مصر على دورة للعمل الإستخباراتي في تونس.
وعرضت الوثائق طلباً من «إخوان مصر» لحركة النهضة، بضرورة تشفير الإتصالات بين العناصر الإخوانية، مع أهمية اختراق أجهزة الإتصال الرسمية في تونس.
وأماطت الوثائق اللثام، عن تورط تنظيم الإخوان في إعداد البنية التحتية لاختراق خصومه في تونس والعمل على تصفيتهم، إلى جانب رسائل سرية من الجناح العسكري لإخوان مصر لاختراق جهاز الداخلية في تونس، وإعداد مدربين، وذلك في العام 2012، وضرب الأحزاب اليسارية في تونس، داعيا إلى قتلهم أو إرهابهم وإخافتهم.