أبوالغيط: في ظل المنافسة بين القوى الكبرى على العرب بناء قوتهم الذاتية
عُمان-مسقط-24 مارس 2021
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية،أحمد أبو الغيط، أن المنافسة بين القوى الكبرى ستكون من أهم سمات العلاقات الدولية في المرحلة المُقبلة إن لم تكن أهمها، حيث لن تكون منطقة أو إقليم بمنأى عن هذه المنافسة الشرسة، وستحتاج القوى المتوسطة والصغرى إلى استراتيجيات مختلفة ومبتكرة للتعامل مع واقع عالمي يختلف كثيرًا عما عهدناه خلال السنوات الثلاثين الماضية.
واكد أن بناء القوة الذاتية العربية، وتعزيزها بالتحالفات وعلاقات الصداقة تظل السبيل الأكثر نجاعةً لتعزيز الأمن القومي العربي في زمن يتسم بالسيولة الشديدة على الساحة الدولية.
جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها أبو الغيط أمس ، عبر فيديو كونفرانس، على منتسبي كلية الدفاع الوطني بسلطنة عمان تحت عنوان “نظرة على المستقبل العالمي والعربي”.
وتناول أبو الغيط خلال المحاضرة مُشكلات رسم السيناريوهات المستقبلية، خاصة فيما يتعلق بالأحداث نادرة الوقوع التي يكون لها تأثير عميق وممتد على التفاعلات الدولية، مثل جائحة كورونا، مشيرًا إلى أن تجربة العالم مع الجائحة تُثبت أهمية إعطاء وزن أكبر لاحتمالية وقوع هذه الأحداث، بل وأهمية تعزيز مناعة المجتمعات في مواجهتها في المستقبل.
وأشار أبو الغيط إلى الأبعاد المختلفة للمنافسة الصينية- الأمريكية على جميع الأصعدة، الاقتصادية والتكنولوجية والأيديولوجية، مُضيفًا أن كل طرفٍ يسعى إلى رسم صورة ذهنية عن نظامه السياسي والإقتصادي باعتباره الأفضل، وأن الجائحة أعطت فرصة للصين لإظهار قدراتها في تنظيم المجتمع في مواجهة هذا الخطر، في حين كشفت أحداث اقتحام الكونغرس في 6 يناير عن نقاط ضعف في الديمقراطية الأمريكية.
وأوضح الأمين العام للجامعة العربية أنه لا ينبغي استبعاد احتمال تطور المنافسة إلى صراع عسكري بين القطبين الصيني والأمريكي، لافتًا إلى أهمية وضعية روسيا في هذه المنافسة الثلاثية على قمة النظام الدولي، وإلى أن المستقبل سيكشف عما إذا كان الطرفان في المعادلة سيلجآن إلى التحالف ضد الثالث.