واشنطن تُكثّف حضورها في ليبيا من دون كسر الجمود السياسي

قسم الأخبار الدولية 25-12-2025
تحرّكت السياسة الأميركية في ليبيا خلال العام الماضي بوتيرة لافتة، لكنها توقفت عند حدود إدارة الأزمة من دون الانتقال إلى مرحلة الحسم. واعتمدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب مقاربة حذرة ومرنة، قامت على توسيع الاتصالات مع مختلف الأطراف الليبية، من دون بلورة استراتيجية شاملة تعالج جذور الانقسام السياسي والمؤسسي.
وسجّلت واشنطن حضوراً دبلوماسياً وعسكرياً متزايداً، تمثّل في زيارات قادة «أفريكوم» إلى شرق ليبيا وغربها، ولقاءات مع قيادات عسكرية وحكومية متنافسة، إضافة إلى وساطات محدودة رعتها شخصيات مقرّبة من البيت الأبيض. غير أن هذه التحركات بقيت في إطار «إدارة التوازن» بين القوى القائمة، لا الدفع نحو تسوية سياسية نهائية.
وركّزت المقاربة الأميركية على البعد الاقتصادي، خصوصاً قطاع الطاقة، إذ شجّعت عودة الشركات الأميركية إلى السوق الليبية، وسعت إلى تثبيت تفاهمات تضمن استقرار إنتاج النفط، رغم استمرار الانقسام المالي وغياب إطار قانوني موحّد. وفي موازاة ذلك، تعاملت واشنطن مع تنامي النفوذ الروسي بسياسة احتواء غير مباشرة، تجنّبت فيها الصدام، وفضّلت تعزيز التنسيق العسكري مع الفاعلين المحليين.
دبلوماسياً، عكس الاكتفاء بتمثيل محدود وعدم تعيين سفير جديد رغبة أميركية في إبقاء الانخراط عند مستوى منخفض المخاطر. وفي ظل هذا النهج، تزايدت المخاوف من أن يؤدي غياب الضغط الحقيقي باتجاه الانتخابات وتوحيد المؤسسات إلى إطالة أمد الأزمة، وتحويل ليبيا إلى ساحة صفقات مؤقتة بدلاً من مسار استقرار مستدام.



