واشنطن تكثّف عمليات الترحيل القسري بإعادة 200 فنزويلي غير شرعي من غوانتانامو إلى كاراكاس

قسم الأخبار الدولية 21/02/2025
أعادت الولايات المتحدة نحو 200 مهاجر فنزويلي غير شرعي إلى وطنهم، بعد احتجازهم في قاعدة غوانتانامو البحرية بكوبا، وذلك في إطار تكثيف جهود الترحيل ضمن سياسة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لمكافحة الهجرة غير النظامية. وتأتي هذه العملية بعد استئناف التعاون بين واشنطن وكاراكاس في إعادة المهاجرين، حيث غادرت الرحلة الأميركية نحو هندوراس قبل أن يتوجه المهاجرون على متن طائرة فنزويلية إلى العاصمة كاراكاس.
وأكدت حكومة نيكولاس مادورو أنها طلبت إعادة مجموعة من الفنزويليين الذين نُقلوا إلى القاعدة الأميركية، مشيرةً إلى أن الطائرة التي أقلتهم كانت تابعة لشركة الطيران الوطنية “كونفياسا”. وفي المقابل، أوضحت إدارة الهجرة والجمارك الأميركية أن 177 من هؤلاء المهاجرين قد استنفدوا جميع الطعون القانونية للبقاء في الولايات المتحدة، مشيرةً إلى أن نحو 1.5 مليون شخص تلقوا أوامر إبعاد نهائية، بينهم أكثر من 22 ألف فنزويلي حتى نوفمبر الماضي.
ورغم أن فنزويلا كانت ترفض تاريخياً استقبال مواطنيها المبعدين، إلا أن الأشهر الأخيرة شهدت تغيرًا في الموقف بعد محادثات سياسية رفيعة المستوى، مما فتح المجال أمام عمليات ترحيل منتظمة. وخلال الأسبوع الماضي، نُقلت رحلتان مباشرتان من الولايات المتحدة إلى فنزويلا، حيث أعادتا 190 مهاجرًا آخرين، وسط مؤشرات على أن هذه العمليات قد تصبح أكثر تكرارًا مستقبلاً.
وفي سياق متصل، أكد الناشط توماس كارترايت، من منظمة “شاهد عند الحدود” التي تتعقب رحلات الترحيل، أن المزيد من الرحلات الجوية تحمل مهاجرين غير شرعيين إلى غوانتانامو، خاصة من ولايتي تكساس ولويزيانا. ويدرس ترامب، في حال عودته للرئاسة، توسيع مراكز احتجاز المهاجرين داخل القاعدة البحرية لتصل سعتها إلى 30 ألف شخص، رغم أن قدرتها الاستيعابية الحالية لا تتجاوز 2500 شخص.
وتعد قاعدة غوانتانامو منشأة أمنية حساسة، اشتهرت باحتجاز المشتبه بهم في قضايا الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر، لكنها استخدمت أيضًا كمركز لاحتجاز المهاجرين غير الشرعيين القادمين عبر البحر، ما يفتح باب الجدل حول توظيفها المتزايد في سياسات الهجرة الأميركية الصارمة.