هل يفتح راعي بقر البيت الأبيض حربا عالمية مدوّية؟ هل العالم جاهز للإنفجار؟
![](https://i0.wp.com/strategianews.net/wp-content/uploads/2025/02/0955a212-0799-4186-864b-f53070ad57b3.jpg?resize=780%2C470&ssl=1)
إعداد الدكتورة بدرة قعلول: قسم البحوث والدراسات الاستراتجية والعلاقات الدولية 14-02-2025
لم يمضِ شهر على دخول النازي البربري ترامب للبيت الأبيض والعالم دخل في هستيريا وموجة من الأخبار وسيل من التحاليل والإضطراب، فرجل الأعمال الأمريكي وراعي البقر بدأ يضع شروطه وأوامره ويفضح ذاك ويمسّح على الآخر ويهدد الكل… ويضع كل الأوراق على الطاولة فلا توجد عنده أسرار كل البرامج المستقبلية على الطاولة فمن أراد “العمل عنده وتحت أمره قمرحبا وله جزرة ومن رفض فالعصا جاهزة”…
فالرجل غير محتاج لإخفاء ما يفكر فيه ولا يخفي مخططاته المستقبلية، فهو “سيد العالم” والباقي كله يشتغل تحت إمرته…. الإمبريالي المتوحش هو ومجموعته يرى في العالم شركة خاصة وكل بقعة من الأرض ملكه أو كما يحلوا له أن يقول “ملك أمريكا”…. ومن يرفض فسوف يموت سياسيا، أو تدمر بلده، أو يموت شعبه، او يحكمه إرهابي…
فالعالم برمته “يفرقع” من أمامه ومن حوله، واللافت ومند 25 يوما والرجل الذي رقص بسيف يوم تنصيبه فتح أبواب حكمه بالمشاكل والأزمات والتهديد والوعيد، فإستهدف الصديق والخصم والمنافس فهو يقول للعالم أنا “ربكم الأعلى” ويمكن أن أفتح أبواب جهنّم على الجميع وليس لي صديق فالكل موظفين عنده ويجب أن يخضعوا لقوانينه.
فقد أعلن عن انسحابه من منظمة الصحة العالمية ومسح بجرّة قلم 78 قرار وفرض تعريفات جمروكية مدوّية وارد من صديقته كندا أن تصبح ولاية امريكية، فقد حوَّل العلاقة مع كندا إلى خوف وعداء وخطاب غير مسبوق، ومنذ البداية خاطب ماكرون بطريقة مملوءة بالتهديد المبطن… ملأ درب العلاقة مع جارته المكسيك، أحزاناً وقلقاً… وفي المقابل قال أنه سوف يصالح زعيم كوريا الشمالية، وفي نفس الوقت تصاعد التوتر مع الصين…
فرح الكثيرون بل دعموا حملة ترامب وتأملوا أنه سوف يأتيهم بالسلام العالمي وأنه رجل أعمال وبراغماتي، ولا يحب الحروب ولا يعلم هؤلاء أن الرجل قد إلتزم مع شركات السلاح ومع الصهيونية العالمية أنهم سيعيدون “تشكيل العالم” فالسلاح والذخيرة المكدّسة أصبحت عبأ ويجب التخلص منها بفتح حروب في كل أصقاع العالم.
وفي المقابل التخلص من السلاح المكدّس من دون حروب هي خسارة بالنسبة لشركائه تجار السلاح، وبالتالي يجب الذهاب في حربا وأضطراب عالمي وسيكون “إعدام السلاح التقليدي والقديم في فتح حروب غير متوقعة في الكثير من بقع العالم” والرجل أوّل ما استلم الحكم بدأ المشروع… وقد أعطى الضوء الأخضر للصهاينة ببدأ الحرب في الشرق الأوسط والخليج العربي وغرب آسيا وستبدأ بفتح النار على إيران لتشتعل المنطقة…
وحشر مصر والمملكة العربية السعودية في الزاوية من أجل الإشتعال مع الصهيونية والبوارج الأمريكية التي يجب أن تتدخّل… فخريطة الشرق الأوسط الجديد جاهزة بالنسبة اليه وكل الظروف مواتية…
وسوف يضغط على أوروبا في مسألة اكرانيا، والذي ينظر الى اتصاله مع بوتين وكلامه على السلام في أكرانيا يتخيّل أنه رجل سلام ويريد السلام وأنه له تفاهمات مع الدب الروسي وهذا غير صحيح فالرجلان “أصدقاء لذوذين،” ولكنه بالعكس فالوضع سيزداد تعقيدا فلا ننسى أنه طلب من أكرانيا المعادن النادرة مقابل السلاح وسوف يكون له ذلك…. وغيرها الكثير من بؤر التوتر التي ستفتح ولا ننسى التصعيد الذي بدأ في بحر الصين الجنوبي والتسليح الغير مسبوق لتيوان وكوريا الجنوبية…
توقَّع الناس أن يكون ترمب في ولايته الثانية أكثر هدوءاً وأكثر التزاماً بالآداب السياسية، لكن ترمب الثاني تجاوز “جنون وهستيريا” ترمب الأول بأشواط لم يتوقعها أحد.
والغريب والغير متوقع أن يخرج رئيس دولة “عظمى” ويقول أن غزّة التي تضمّ شعبا وقضية وتاريخ هي على ملكه وهي أرض للمقاولات وستصبح أرض سياحة ومنتجع كباريهات ومجون أمريكي، وأن يسمح للنازي الدموي نتنياهو بأن يعلن على دولة فلسطين في السعودية قد تجاوز بذلك كل التقاليد والأعراف الدولية ودخلنا حقيقة في حقبة قانون الغاب والبقاء للأقوى بل بدأنا نرى حقبة الجنون والإنحطاط الأخلاقي…
قدّم النازي الكبير ترامب والدموي نتنياهو للعالم استعراضاً ثنائياً نادراً في لقائهما وفي مؤتمر صحفي “وقح” أنهما لا يعيران إهتمام للعالم ولا للشعوب ولا للعلاقات الدولية إنه استعراض لا أخلاقي واستعراض “للعهر السياسي” بكل جوانبه لأننا نعلم جيدا أن “العاهرة” لا تخجل وتواجه بكل وقاحة وترامب ونتنياهو هما “العهر” نفسه.
بل ذهب ترامب إلى أبعد من ذلك في طريقة الانتقام الصبياني من سلفه، والإقالات الجماعية للموظفين، وكأنما الإدارة شركة خاصة، ويطرد من يشأ ويلغي الإتفاقيات ويغيّر القوانين بكل مجون وبإختراق كامل للأعراف والقوانين الداخلية والدولية فلا رادع ولا قانون ولا شرعية كل شيء عنده مستباح بوقاحة غريبة.
العالم كلّه اليوم يشدّ أنفاسه والمسرحية لراعي البقر “الترمبية” قد بدأت بعنف ودموية كبرى، وهو الذي كان يقدّم نفسه في حملته الإنتخابية على أنه راعي سلام وسينهي كل الحروب في العالم، بل أكثر هذا الشخص يبحث على جائزة نوبل للسلام وربّما يتحصّل عليها لا ندري فكل المعايير الدولية قد إنقلبت وأصبحت تمشي بالمعكوس… فعندما يقدّم رئيس أكبر دولة في العالم أن صديقه الأول والمقرب هو مجرم حرب ومطلوب من المحكمة الجنائية الدولية، التي لا يعترف بها في أي حال من الأحوال، بل وأكثر من ذالك فهو قد فرض عقوبات على رئيس المحكمة “كريم خان”، فالعالم اليوم يقول “انتهت الشرعية الدولية” وانتهى القانون الدولي وأنتهت المنظمات وها نحن ندخل مرحلة قانون الغاب وطبول الحرب بدأت تقرع والقادم أسوأ.
وبالتالي فنحن اليوم أمام محنة عالمية وضمير العالم بدأ يعدم وننتظر من هنا فصاعدا أنّ كل خطوة سيتخذها ترامب سوف تؤدي إلى زعزعة ما، وستؤدي الى فزع وخوف، في استقرار العالم، والرئيس في شهره الأول من الحكم، فماذا ينتظرنا في الشهور التالية، والسنوات القادمة؟ القادم أسوأ.
وفي النهاية يجب على الدول المستضعفة وخاصة الدول العربية أن تستفيق من غفوتها ومن الفتنة التي دمرتها داخليا وخاريجيا وحتى لا تستفيق في يوم من الأيام أنها “دويلات” يحكمها الإرهابيين والمتطرفين….