هل تستهدف استراتيجية سيئول وواشنطن النووية كلا من روسيا والصين؟ وهل ستؤدي إلى تصعيد التوترات الإقليمية؟
قسم البحوث والدراسات الإستراتجية الأمنية والعسكرية 13-07-2024
تدعم الولايات المتحدة الأمريكية استراتيجية كوريا الجنوبية النووية، وتعتبرها من السبل الفعالة للتصدي لتحديات الأمن النووي للدولتين، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات الإقليمية مع دول أخرى وخاصة روسيا والصين.
وقال كونستانتين أسمولوف، خبير في معهد دراسات الصين وآسيا الحديثة التابع للأكاديمية الروسية للعلوم في موسكو، إن الاتفاق الأخير قد يستهدف روسيا والصين في المقام الأول، مشيرًا إلى أنه يتم استخدام التهديد المتصور من كوريا الشمالية كذريعة فقط لتعزيز القدرات العسكرية، وربما النووية.
وتابع قوله في النسخة الإنجليزية: من المحتمل أن تكون الاستراتيجية النووية المشتركة جزءًا من جهود الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لتحقيق التوازن الاستراتيجي في المنطقة”، مضيفا: “على الرغم من ذلك ، فإن هناك مخاوف بشأن تأثير هذه الاستراتيجية على العلاقات الدولية وتصعيد التوترات بين القوى الكبرى”.
وأردف: “يجب على الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية توضيح الأهداف والنوايا الحقيقية لهذه الاستراتيجية والتأكد من أنها لن تؤدي إلى زيادة التوترات أو الانزلاق إلى سباق تسلح نووي جديد”.
وقال أسمولوف: “يجب مراقبة تطورات هذه الاستراتيجية النووية المشتركة بعناية وإجراء مناقشات مفتوحة حول آثارها المحتملة على الأمن الإقليمي والعالمي”.
ووقعت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية مبادئ توجيهية مشتركة للردع النووي للرد على ما أسمته التهديدات النووية المتطورة من جانب كوريا الشمالية.
ووافق الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الكوري الجنوبي يون سوك يول على الإتفاقية النووية المشتركة بعدما وقع عليها مسؤولون دفاعيون في يوليو الماضي.
وتسمى الاتفاقية “المبادئ التوجيهية للولايات المتحدة وجمهورية كوريا للردع النووي والعمليات النووية في شبه الجزيرة الكورية”، وتقول واشنطن إن الولايات المتحدة مستعدة لتبرير أي إجراءات تهدف إلى الاستعداد لصراع واسع النطاق مع الصين وروسيا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بـ”التهديد النووي الكوري الشمالي”.
وقال كونستانتين أسمولوف: “على الرغم من أن الوثيقة تتحدث رسميا عن الاحتواء، إلا أنها من المرجح أن تؤدي إلى تفاقم التوترات.
فهي في جوهرها تدور حول عودة الأسلحة النووية الدائمة إلى شبه الجزيرة الكورية و”المظلة” النووية الأمريكية فوق كوريا الجنوبية”.
وأدانت كوريا الشمالية، اليوم السبت، المبادئ التوجيهية المشتركة للردع النووي، التي وقّعتها جارتها الجنوبية وأمريكا، واصفةً إياها بأنها “عمل استفزازي متهور”، وهددت بأنهما سيدفعان “ثمنا باهظا لا يمكن تصوره” في حال ارتكابهما المزيد من الاستفزازات.
وكانت وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية وقّعت مع البنتاغون “وثيقة المبادئ التوجيهية للردع النووي والعمليات النووية في شبه الجزيرة الكورية”، وسط مخاوف متزايدة بشأن سعي كوريا الشمالية المتواصل لبرامج نووية وصاروخية متقدمة.
ويأتي التوقيع على الوثيقة، بعد أن وقّع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون معاهدة “شراكة استراتيجية شاملة” خلال قمة الشهر الماضي في بيونغ يانغ، الأمر الذي أثار مخاوف أمنية بشأن تشديد التحالف العسكري بين البلدين.
ونشرت واشنطن أسلحتها النووية في كوريا الجنوبية لأول مرة في عام 1958، لكنه تم سحب تلك الأسلحة من المنطقة في عام 1991 في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأب.