أخبار العالمالشرق الأوسط

هيومن رايتس ووتش:انتهاكات “إسرائيل” ترقى إلى جريمة الفصل العنصري

واشنطن-الولايات المتحدة -23 مايو 2021


عكس تصنيف “هيومن رايتس ووتش” جرائم “إسرائيل” تجاه الفلسطينيين الأخيرة، باعتبارها جرائم فصل عنصري واضطهاد.
وأصدرت المنظمة تقريراً قانونياً، من أكثر من 200 صفحة، يخلص إلى أن “إسرائيل” ترتكب جريمتي الفصل العنصري والاضطهاد ضد الفلسطينيين.
تستند النتائج الرئيسية للتقرير إلى سياسة كيان الإحتلال للإبقاء على هيمنة اليهود على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، والتي تترافق مع القمع المنهجي والأعمال غير الإنسانية، وهي انتهاكات ترقى إلى جريمة الفصل العنصري.

منظمة “بتسيلم الإسرائيلية التي تجنّبت لسنوات عديدة وصف الانتهاكات بـ”الفصل العنصري”، أصدرت تقريرها الخاص في يناير بعنوان “نظام السيادة اليهودية من النهر إلى البحر هو جريمة فصل عنصري”.

ويبذل النشطاء والمهتمون بحقوق الإنسان وغيرهم، جهداً كبيراً لتعزيز الإعتراف بأن الإجراءات التي تمارسها قوات الإحتلال تعادل جريمة فصل عنصري، وذلك للوصول إلى تعميم هذا المنظور.. فعندما قال الأسقف ديزموند توتو: إن “إسرائيل خلقت واقع الفصل العنصري من خلال احتلالها”، كان لا يزال من السهل، على المسؤولين الأمريكيين وأعضاء الكونغرس والإعلاميين في مراكز القوة تجاهل بيانه.

وعندما بدأ الأكاديميون الفلسطينيون وغيرهم باستخدام هذا التعريف بشكل روتيني لوصف السياسات الصهيونية، كان لاستخدامهم أثر كبير ولكنه لم يكن كافياً، إلا أن استخدام المزيد من المثقفين الأمريكيين من أصل إفريقي، وغيرهم من المفكرين التقدميين، ومسؤولي الأمم المتحدة للمصطلح، أصبح من الصعب تجاهله، ومنذ أن تحدثت عضو مجلس النواب في الكونغرس بيتي ماكولوم والقس ويليام باربر لتعريف وإدانة الفصل العنصري الإسرائيلي، أصبح التجاهل أكثر صعوبة،ما جعل السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز يضمّ صوته إلى جوقة متزايدة من الشخصيات السياسية في الولايات المتحدة وحول العالم، ممن أعربوا عن قلقهم بشأن العنف الذي تمارسه قوات الإحتلال ضد المتظاهرين الفلسطينيين في القدس المحتلة والغارات الجوية القاتلة على غزة.

قال ساندرز في رسالة وجهها إلى إدارة بايدن: “مرة أخرى نرى كيف يمكن للأعمال غير المسؤولة للمتطرفين اليمينيين المتحالفين مع الحكومة في القدس أن تتصاعد بسرعة إلى حرب مدمرة”. وأضاف: “على الولايات المتحدة أن تدعو إلى إنهاء النشاط الإستيطاني الإستفزازي وغير القانوني”. وتابع: “لا ينبغي أن ينشأ الأطفال الفلسطينيون في ظل العنف والقمع المستمر للإحتلال، كما فعل الكثيرون”.

كما غردت عضو الكونغرس إلهان عمرو عبر تويتر: “الغارات الجوية الإسرائيلية التي تقتل المدنيين في غزة هي عمل إرهابي”، و”الفلسطينيون يستحقون الحماية”.
كما ذهب بعض دعاة السلام أبعد من ذلك، ففي رسالة عبر البريد الإلكتروني قالت مجموعة “كودبنك” المناهضة للحرب ومقرها الولايات المتحدة إن “ما يحدث في فلسطين محزن للغاية، لذا نزل الناس في جميع أنحاء العالم إلى الشوارع للمطالبة بحل عادل ودائم لإنهاء جريمة الفصل العنصري الإسرائيلي، وخاصة مع مرور 73 عاماً على تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين بالقوة من منازلهم لإفساح المجال للمشروع الصهيوني، لذا علينا أن نتضامن بصوت عالٍ مع الفلسطينيين، حتى لا تفقد أسرة أخرى منزلها أو أحبائها في الهجمات الإسرائيلية”.

كما انتقدت المجموعة المساعدات العسكرية الأمريكية لـكيان الإحتلال ودعت العريضة بايدن ووزير الخارجية بلينكين إلى “وقف تمويل اسرائيل في ارتكابها جريمتي الفصل العنصري والعنف”.

وطالبت المنظمة كيان الإحتلال بـ”الإعتراف بحق الفلسطينيين الذين هربوا أو طردوا من منازلهم عام 1948، وأحفادهم، بدخول الأراضي المحتلة والإقامة في المناطق التي كانوا يعيشون فيها، أو عائلاتهم من قبل”. كما طالبت المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق مع الأفراد المتورطين بجرائم الفصل العنصري والاضطهاد ومحاكمتهم، والأمم المتحدة بالتحقيق في التمييز المنهجي والقمع على أساس الهوية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إضافة إلى تعيين مبعوث عالمي وتفويضه بـ”الدعوة إلى إنهاء هاتين الجريمتين وتحديد الخطوات التي ينبغي على الدول والمؤسّسات القضائية اتخاذها للملاحقة بشأن جرائم الفصل العنصري”.

كما دعت كافة الحكومات إلى فرض عقوبات “بما في ذلك حظر السفر وتجميد الأصول” ضد المسؤولين عن جرائم إسرائيل ضد الإنسانية، وفرض شروط على مبيعات الأسلحة والدعم العسكري لـقوات الإحتلال لاتخاذ خطوات لإنهاء جرائمها، وطالبت الحكومات بتوجيه تهم ضد المسؤولين الإسرائيليين استناداً إلى الولاية القضائية العالمية.
لقد تغيّر الخطاب بالفعل، وتدرك “هيومن رايتس ووتش” اليوم الحاجة إلى التحرك مع التاريخ والإعتراف علناً بالفصل العنصري على ما هو عليه

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق