هزيمة مدوية لأردوغان في الانتخابات المحلية
انقرة-1-4-2024
لم يكن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، راض على أداء حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الذي يتزعمه في الانتخابات المحلية التي جرت الأحد، أكد أن النتائج لم يستسحنها والتي سجّلت تراجعا مقارنة بآخر انتخابات محلية شهدتها أنقرة.
وأفاد أردوغان في خطاب أمام مقر حزبه في أنقرة بأنّ : “النتائج غير الرسمية للانتخابات المحلية تظهر تراجعنا في عموم البلاد، ولم نتمكن من الحصول على النتيجة التي كنا نأملها”.
وتابع : “بغض النظر عن النتيجة، فإن الفائز في هذه الانتخابات هو الديمقراطية وكل الشعب مهما كانت آراؤه السياسية”.
وتقدّمت المعارضة التركية في أغلب المدن التركية، وقد تنافس ألف و53 مرشحا يتبعون لـ34 حزبا، سعوا للفوز في المناصب في 81 محافظة و 972 مقاطعة، والاهم ان الانتخابات بيّنت الحجم الحقيقي للرئيس التركي الذي هزلت مقارنة بالسنوات الفارطة.
وعن تراجع شعبية حزبي التنمية ، قالت الصحفية التونسية المقيمة في تركيا، إلهام شابي، في حديث مع صحيفة ستراتيجيا نيوز، إنّ النتائج كانت منتظرة ولم تكن مفاجئة حتى على المساندين للحزب الحاكم، حيث كشفت نتائج سبر الأراء قبل فترة ذلك بالارقام، لافتة إلى أنّ المعارضة التركية كانت ذكية في اختيار عناوين حملاتها الانتخابية التي ركزت فيها على اللاجئين السوريون وما يسمنوه ب” تطهير تركيا ” من الفوضى,
ولفتت إلى انّ اللعب على أوتار ما يريد الأتراك سماعه ساعد المعارضة في البروز، مؤكدة أنّ النتائج تدعو الحزب الحاكم إلى القيام بمراجعات حقيقية حول ما وقع، معتبر أنّ المحليات ستكون بابا للرئاسية والتشريعية المقبلة التي قد تتصدرُ فيها المعارضة مجددا .
وتحدّثت عن مخاوف أردوغان من ذلك، مادعاه أمس في خطابه لتقديم وعود للناس للقيام بنقد ذاتي ونقد للحزب وتوجهاته السنوات الأخيرة .
وأفادت شابي بأنّ الحروب التي تدخلت فيها تركيا وسياساتها الخارجية مع بعض الدول راجع شعبية الحزب الحاكم، ” الاتراك لا يرغبون أن يترأسهم حزب يعي جيدا أن اقتصاد بلاده منهار وهو مهتم بالتدخل في شؤون بلدان أخرى، الليرة منهارة مقارنة بالدولار والوضع سيّء تفسره الارقام، مفسرّة: سبب عزوف الناخبين عن تأييد حزب العدالة والتنمية هذه المرة كان واضحا ويعود إلى الضغوط الاقتصادية الناجمة عن ارتفاع معدل التضخم الذي وصل إلى ما يقرب من 70 بالمائة وتباطؤ النمو بسبب سياسة التشديد النقدي”.
وأشارت إلى أنّ مساعي اردوغان على مدى العامين الماضيين إصلاح العلاقات الدبلوماسية مع الرياض وأبوظبي بسبب دعم أنقرة لفصائل سياسية لم تخدمه في هذه الانتخابات.
وقالت محدثتنا إنّ النتيجة تمثّلُ أسوأ هزيمة لأردوغان وحزب العدالة والتنمية بعد أكثر من عقدين في السلطة، وقد تكون مؤشرا على تغير في المشهد السياسي المنقسم البلاد.