هروب جماعي من سجن محصن في تشاد يفضح هشاشة النظام الأمني ويصيب حاكم الولاية خلال التمرد

قسم الأخبار الدولية 21/04/2025
فرّ 132 سجينًا من سجن عالي الحراسة في مدينة منغو وسط تشاد، مساء الجمعة، في حادثة تمرد دموي خلّفت ثلاثة قتلى وعدة جرحى، بينهم حاكم ولاية غويرا عبد الله إبراهيم سيام الذي أُصيب خلال توجهه لاحتواء الوضع. وجاء التمرد نتيجة احتجاجات على تدهور أوضاع الاحتجاز، وعلى رأسها نقص الغذاء، مما أشعل أعمال شغب تمكّن خلالها السجناء من السيطرة على مكتب الإشراف وانتزاع أسلحة من داخله.
وأفادت السلطات المحلية بأن الحادثة بدأت في حدود الساعة التاسعة والنصف مساءً، حين شنّ السجناء هجومًا مباغتًا داخل السجن واستخدموا الأسلحة لمواجهة الحراس، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة أسفرت عن سقوط ضحايا. وصرح السكرتير العام لمحافظة غويرا، حسن سليمان آدم، بأن الفارين ينتمون جميعًا إلى سجناء الحق العام، مشيرًا إلى فتح تحقيق في ظروف الحادث.
وأعادت الحادثة تسليط الضوء على الأوضاع المتدهورة داخل سجون تشاد، وسط شكاوى من ضعف التغذية وتدهور البنية التحتية، رغم أن سجن منغو الذي شهد الهروب الجماعي لم يمضِ على بنائه سوى أقل من عشر سنوات. وتطرح الحادثة تساؤلات حادة حول كفاءة النظام الأمني والرقابي في مؤسسات الاحتجاز التشادية.
من جانبه، تعهّد وزير العدل يوسف توم بزيارة السجن في أقرب وقت، داعيًا إلى مراجعة دقيقة لقوائم السجناء والتحقق من الأرقام الرسمية وهوية الهاربين، وسط حالة تأهب أمني قصوى في أنحاء البلاد، لا سيما بعد تسجيل عدة تفجيرات تزامنت مع الحادث.
ويمثل هذا التمرد أكبر حادث فرار جماعي من السجون في تشاد منذ سنوات، مما يكشف عن ضعف الحوكمة الأمنية ويفتح الباب أمام مطالبات داخلية ودولية بإصلاح عاجل للنظام العقابي في البلاد.